السؤال
السلام عليكم
كيف أعطي الأمل لشخص يتمنى الموت وينتظره، ويحب اليهود، ويكره المسلمين لمعاملتهم السيئة أحيانا، ولمنافقتهم؟
السلام عليكم
كيف أعطي الأمل لشخص يتمنى الموت وينتظره، ويحب اليهود، ويكره المسلمين لمعاملتهم السيئة أحيانا، ولمنافقتهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أسعدتني وأفرحتني فكرة إعطاء الأمل لإنسان يائس يتمنى الموت؛ لأنه بذلك يقع في محذور، فالنبي - صلى الله عليه وسلم – نهى عن أن يتمنى المؤمن الموت لضرٍّ نزل به، فإن كان لا محالة فليقل: (اللهم أحيني ما كانت الحياة خيرا لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيرًا لي)، وتمني الموت لا خير فيه؛ لأن الإنسان قد تمتدُّ به أيام العمر فيستعتب ويتوب، أو تمتدُّ به أيام العمر فيُكثر من الصالحات، وخير الناس من طال عمره وحسن عمله، وشر الناس من طال عمره وساء عمله.
أما حب هذا الشخص لليهود فهذا أمر من الخطورة بمكان؛ لأن الله أمرنا بعداوتهم، وأمرنا بعدم اتخاذهم أولياء وقال: (يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين)، وكذلك أيضًا كيف يعظم من يقول قائلهم: (عزيرٌ ابن الله)؟ كيف يعظم هؤلاء الذين عرفوا الحق وجحدوه؟ كيف يميل إليهم؟ ألا يعلم أن البغض في الله والحب في الله من أوثق عُرى الإيمان؟ وورد عن ابن عمر أن الإنسان لو صلَّى الليل فلم يرقد، ولو صام النهار فلم يفطر وكان في قلبه مثقال ذرِّة من ميلٍ أو حبٍّ لأمثال هؤلاء، قال: (لخشيت ألا يُقبل منه ذلك).
فإذن ينبغي أن تأخذ بيده، ويُدرك أن الله سيسأله وحده، وأن الإسلام لا ينبغي أن يؤخذ من أفعال المسلمين وأعمالهم الناقصة، لكن الإسلام يؤخذ من نصوصه، ويؤخذ من ثوابته، ويؤخذ بالرجوع إلى هدي النبي – عليه صلاة الله وسلامه-.
نتمنى أن يستمع إلى النصيحة، ويعود إلى الحق والصواب، ونحن نقول: هذا لمصلحة نفسه، وإلا فلو كنا وأهل الأرض على قلب أفجر رجل ما نقص ذلك من مُلك ربنا العظيم شيئًا.
فخذوا بيده، واجتهدوا في نصحه وإرشاده، ونسأل الله أن يقر أعينكم بهدايته وصلاحه، ونسعد بالاستمرار معنا بمزيد من التفاصيل حتى نناقش الشبهات عن علمٍ، ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.