السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه في هذا الموقع النفيس، وأخص بالذكر الدكتور محمد عبد العليم نفع الله به وبعلمه الأمة، وجزاه الله الفردوس الأعلى برفقة حبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم-.
أنا شاب أبلغ من العمر 27 عاما، لقد منَّ الله عليَّ بنعمة الالتزام منذ أكثر من 6 سنوات، وانتكست بعدها بسنة من الوساوس القهرية التي لم أكن أعلم عنها شيئا، حتى أستقر في داخلي أني منافق وكافر -والعياذ بالله- وخلاف ذلك، وعدت إلى حياتي العادية قبل الالتزام، ثم منَّ الله عليَّ مرة أخرى بالالتزام رمضان الماضي، وبعد فترة قليلة جداً وبالتحديد بعد انتهاء رمضان عادت إلي الوساوس مرة أخرى.
أنا الآن أعاني منها، ومن الحديث مع النفس ترسبت في داخلي، وبعد فترة كثيرة وعنيفة جداً من المقاومات ولكنها باءت كلها بالفشل، قمت بعرضها على المنطق والعقل والردود والمناقشات الحادة حتى أني مع الأسف استسلمت لها من كثرتها، وأخشى أن يتطور لدي هذا الموضوع أكثر مما أنا فيه، لقد فقدت طعم كل شيء في الحياة، وأصبح لدي لامبالاة بأي شيء، وعندما أكون في حالة طمأنينة وسكون وأتكلم بشيء عن الله أو أي شيء في الدين؛ أجد نفسي أراجع هذا الكلام مع نفسي؛ لأني تعودت على سماع كلام نفسي، وآخذ كلامها بثقة في أغلب الأحيان حتى لو كان شيئا غير صحيح أو حرام، ولا أستطيع فعل شيء تجاه ذلك، وأحياناً أشعر من كثرة كلامي مع نفسي في السر أنها تأخذ أمراً وتعاندني.
المشكلة الكبيرة لدي هي: عندما أريد أن أقرأ كتاب الله، أو أي علم من علوم الشريعة، أو سيرة الصحابة أو الرسول -صلى الله عليه وسلم- أجد نفسي يتملكني شعور وكلام بداخلي من قال: إن هذا كلام الله؟! ومن قال: إن هناك رسول؟! وهذا الكلام غير صحيح، حتى تجعلني أفقد تدبر القرآن أو الانتفاع بالعلم الذي أقرأه.
لقد فكررت مراراً أن أكتب لكم، ولكن في كل مرة تمنعني نفسي من البوح بما أشعر به، حتى منَّ الله علي وكتبت هذا الكلام، ولقد قرأت استشارات عدة لحضرتك، ورأيتك تنصح بالبروزاك، ومرة أخرى فافرين، وغيرهما، ولكني خفت من أخذ شيء قبل عرض حالتي على حضرتك، حتى أني لا أعلم أيهما أنسب لي، وما هي الجرعات المناسبة؟ أو إن كانت حالتي لا تستدعي هذه الأدوية أو غيرها من الأدوية.
جزاك الله خير الجزاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.