السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد:
أنا شاب نشأت عند أب قاس جدا، لدرجة أني وبعد أن كبرت أشعر حتى هذه اللحظة أنه يكرهني، فهو يتركني ولا يبالي بي، وحتى أني لا أستطيع استشارته في أي شيء في حياتي، وأعمامي لا يكلموننا، وليس لي أخوال، وأصبحت أشعر بوحدة قاسية جدا، ومررت بصعوبات كثيرة في حياتي.
مرت الأيام، وأصبحت مدرسا، ولكني مررت بمشكلة أخرى أكثر صعوبة، فخوفي من أخلاق الناس جعلتني أدخل بيوتا كثيرة في قريتنا، وحينما أرى الفتاة التي أريد الزواج منها سرعان ما أخاف منها، ولكني خطبت وأيضا تركت خطيبتي، وتجاوزت من العمر الثلاثين، وأشعر بأن الناس تقتلني بنظراتها، ثم قررت العمل في السعودية، ووفقني الله للحج والعمرة، لكني أشعر اليوم بصعوبة كبيرة فى حياتي، أنا لا أستطيع أن أحدث أبي ولا أجد أحدًا أشكو إليه حالي.
علما بأني مؤمن بالله وقدرة إيمانًا تامًا، ولولا علمي بأن علماء المسلمين هم من يردون على هذه الرسائل ما أرسلتها، أشعر بضيق رهيب في صدري، وأشعر بأن الدنيا صعبة جدا، فليس لي أب، أو عم، أو خال، أو أحد إلا الله، وأبيضّ شعر رأسي، وبعد أن كنت أرفض الفتيات أصبحت أنا المرفوض، دائما أقلب في ذكرياتي ربما يعاقبني الله، ولكني لا أجد من يواسيني أو أحكي له، وأصبح جسدي ضعيفا، أعمل بقوة رهيبة؛ لأني لا أريد التفكير، ثم أعود متعبا متألما، أشعر بحياة صعبة قاسية، ولا أعرف لمن أذهب ولمن أتحدث؟