السؤال
السلام عليكم..
أنا شاب عمري 26 سنة، أعتز بنفسي كثيرا، وأملك ما يدفعني لذلك؛ فأنا دائم الاطلاع والقراءة، اجتماعي وقوي القلب والشخصية بشهادة كل من عرفني، وأحسب نفسي متدينا ولا أزكيها على الله تعالى، أمارس عدة رياضات مثل: كرة القدم والكاراتيه، وأعيش حياتي بجدية تامة وأسعى للعيش بمثالية.
لكن مشكلتي: تكمن في الحساسية المفرطة من كلام الناس؛ فمزحة واحدة لا تعجبني من شخص وإن كان صديقا كفيلة بأن تهز ثقتي بنفسي وتجافي النوم عن عيني ساعات وساعات، وفي هذه الحالة يصبح شغلي الشاغل هو التفكير بما دار في رؤوس الحاضرين عني بعد تلك المزحة؛ فتجدني أصبح وأمسي وأنا أقول: أظن أن فلانا اعتقد بعد تلك المزحة أني لست بقوي الشخصية، وأظن بآخر قائلا: هذا ليس عنده من الشجاعة ما يكفي للرد....؛ ولأتغلب على هذا الأمر مؤقتا؛ أحاول أن أجتمع بكل من حضر ذلك الموقف بجدية تامة، وأفرض نفسي إلى أن تعود ثقتي بنفسي، ويزول شكي في نظرتهم إلي.
وبالطبع هذا الحل مؤقت وليس دائم الإتاحة؛ لأنه ببساطة يمكن أن يكون أحد الحاضرين قد سافر، فهذه الحالة تزيد الأمر سوءا وتعقيدا بالنسبة لي؛ يعني باختصار: أصبحت الثقة بالنفس عندي هاجسا أخشى فقدانه في أي لحظة!! والحقيقة أني أقسم بالله لا أعلم لم يحصل معي هكذا؛ نعم أنا أؤمن بأن وسواس الشيطان لها دور في هذا؛ لكنني -يا دكتور- أؤمن أيضا بأن هناك شيئا ما يجب إصلاحه في داخل نفسي؛ فماذا أفعل؟
وسؤالي الآخر هو: أنني أدرب نفسي كثيرا على المحافظة على الحضور الذهني والبديهي في جميع لحظات يومي، وفي كل الأوقات والأمكنة؛ وذلك من أجل أن أصيب في الرد وأتعامل بشكل سليم مع كل المواقف؛ إلا أن هذه الجهود كثيرا ما تخونني وفي أبسط المواقف وأكثرها بداهة؛ وخصوصا تلك التي تستوجب ردا مباشرا وسريعا؛ حيث أتصرف فيها بشكل خاطئ!! فأقوم بعدها بلوم نفسي وجلدها بشدة أسفا على ذلك التصرف؛ فكيف السبيل إلى التصرف بحكمة مع كل ما يواجهني ويتطلب مني الاستجابة السريعة؟!
بارك الله في جهودكم العظيمة.