السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
في البداية معذرة إن كانت الجهة التي أرسل إليها خطأ، ولكني مضطرة أن أعرض مشكلتي التي أخشى أن تتسبب لي بمرض نفسي.
أبي مصدر شقائي أنا وأمي وإخوتي, فنحن نعيش في عذاب، أصبحنا نكره أيام الجمعة؛ لأنه في البيت، وما زاد في غيظي أنه لا يصلي مع أن الجامع قريب جدا، ولا يقرأ القرآن، ويشتم أمي كثيرا، ويظلمها ويظلمنا أيضا، ويتعامل بالربا، وذلك نظرا لأننا في دولة يهودية، بتّ أكره العودة إلى المنزل، بل إنني أبكي في داخلي؛ لأني لا أريد رؤيته وسماع صوته، يصرخ دون سبب مقنع، ويعامل زوجة أخيه أفضل من أمي بألف مرة، بل حتى عندما تزورها أمي، ويكون أبي متواجدا يذهب فورا متجاهلا أمي! وكل ذلك يأتي بسيطا مقابل ما هو أعظم.
لا يعطي أمي نقودا، حتى أنا لا يعطيني مصروفا للمدرسة، مع أني كبيرة، ولا يشتري طعاما ولوازم البيت إلا بعد 4 أو 5 أسابيع، ونبقى طيلة الفترة جياعا لا قطعة خبز واحدة في البيت، هو مقصر جدا، لا يهتم إلا بنفسه وبأمه، لا يكلم أمي ويتجاهلها، وكل تصرف منا في البيت يقول: أمكم علمتكم ذلك، مع أنها والله لا تتكلم على أحد وتصلي وتصوم وتصبر عليه، وغير مقصرة، ويكفي أنها أحسن خلقا منه وتخاف الله.
أود أن أذكر أن غضبه يأتي في نوبات، أي كل أسبوعين أو ثلاثة يغضب، وبعدها يهدأ وهكذا، أنا لا أسأله لم يفعل هذا، أو ما ذنبنا، خشية إهانتي، أبي أصبح كالغريب بيننا، لا نطيقه ولا نحبه، فقد ماتت قلوبنا بسببه، وأصبحت أخشى الرجال بسببه وأكرههم وأخافهم، لا نريده في المنزل، بل أنا في سري أعتبره مصدرا يجلب المال لإعالة عائلته فقط؛ لأنه لم يكن الأب الحنون الذي يخاف الله، بل كان مصدر القلق والخوف الكبير.
أود أن أطرح سؤالا: إن اشتريت منزلا -إن شاء الله- في المستقبل وأخذت أمي إليه لتعيش فيه بدون أبي، علما بأنها مريضة بسببه، وكل ما تحتاج إليه هو الراحة والسعادة، هل يعد عقوقا به؟
أرجوكم لقد ضاق صدري، وتعبت نفسيتي، وأنا قلقة على أخواتي أن يتأثرن بسلوك أبي، حتى أمي أحيانا تشك في كون أبي مريضا نفسيا! أو لديه انفصام في الشخصية! وتقول لو يرجع الزمن لما تزوجت أبداً.
أشكركم وآسفة على إزعاجكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم، ولكم مني في السلام ختام.