السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا شاب في الـ 22، ملتزم على درجة كبيرة والحمد لله، كنت واقعا في براثن العادة السرية وحاربتها لعدة سنين، وبإذن الله عزمت وتوقفت عنها بصورة نهائية.
مشكلتي: مندمجة ما بين المعاصي وما بين ظروفي الأسرية المنهكة ماديا واجتماعيا بصورة كبيرة، فلن أرفع التهمة عن نفسي تماما؛ ولكن جزءا من وقوعي في البداية في العادة هو الظروف التي أنهكتني من سوء المعاملة التي أجدها في المنزل، وإصابتي نفسيا بنوع من الانطواء والاكتئاب، مارست العادة كرغبتي في متنفس ولو بسيط بعيدا عن الإرهاق الذي أعانيه، وأدمنت على المواقع الإباحية، وكدت أنزلق لما هو أخطر من ذلك لولا حماية الله لي.
التزمت منذ سنتين وقد رأيت بقلبي فعلا بركة الالتزام واتباع أوامر الله واجتناب نواهيه، ولكنني وحيد فعلا؛ فلا أصدقاء لي ولا زيارات ولا نشاطات؛ مما زاد من الاكتئاب والانطواء الذي أعانيه، وأنا الوحيد الملتزم في بيتي، وأهل بيتي غارقون في منكرات كثيرة من غناء وأفلام وصور وتهاون في العبادات.
لدي سؤال بخصوص التوقف عن العادة السرية: ومتى تزول آثارها؟ فرغم التوقف لشهرين إلا أنني أعاني من آثارها مثل: آلام في البطن، وشعور بالجوع معظم الأوقات، شبيه بالجوع الذي يحدث بعد ممارسة العادة، وشعور بفتور جنسي وكأنني قد فقدت رغبتي تماما، ووهن جسدي.
سؤالي الثاني: عن كيفية الثبات على الالتزام والبعد عن العادة، فأنا مرهق جدا من كل شيء: من علاقاتي الضعيفة، ومن أسرتي، ومن نفسي، حتى لا أنكر أن الله قد فتح لي بابتلائي أبوابا لم أكن أرها من قبل، وسيّرني في تجارب وأحداث أضافت لي الكثير، وحتى أثبتت لي قوتي الكبيرة على التحمل، ولكنني كثيرا ما أكون مرهقا وحزينا من حالتي، وحتى أنني أخاف أن أنزلق إلى العادة والمعاصي مرة أخرى.
فكيف أثبت في وحدتي على طريق الله؟ وفي الحقيقة أعيش في وسط معقد جدا مع أسرتي، وهو وسط يجعل أهون الأشياء صعبة جدا ما جعلني أبتعد عن التفكير في أشياء كبيرة كالعمل والزواج، وقد اختل معيار تفكيري ولا أعرف هل ما أنا فيه ابتلاء أم عقوبة؟
وجزاكم الله خيرا على كل ما تقدمونه في هذا الموقع الجميل.