السؤال
السلام عليكم.
أشكركم جداً على هذا الموقع المتألق، فهو بالنسبة لنا حل لجميع مشاكلنا الطبية والنفسية، فلكم بالغ الشكر على مجهوداتكم البناءة.
بالنسبة لمشكلتي فهي ابنتي، وعمرها ثمان سنوات، اكتشفنا بعد ولادتها بشهر أنها تعاني من السرطان، وبدأت رحلة العلاج والسفر من دولة لأخرى، وبعد معاناة الكيماوي الذي كان يحرق جسدي قبل جسدها، -الحمد لله- منّ الله عليها بالشفاء، برغم نقص المناعة الحاد الذي أصابها، واستمر أكثر من ثلاث سنوات، استخدمنا خلالها أقوى المضادات الحيوية التي أشك أنها أثرت على نفسية ابنتي.
هي الآن بخير، لكن دائماً تبحث عن الحنان، وتسألني على مدار اليوم إن كنت أحبها، وبرغم تأكيداتي لها لا تقتنع، إذا قبلت أختها الصغيرة تريد مثلها، وتحب دائماً ما بيد الآخرين، وبالذات إذا كنا نأكل، يستهويها ما بيد غيرها، وقد كلمتها أكثر من مرة، وتحب الرسم وتظل ساعات ترسم، وتحب أن تجلس لوحدها وترسم، ولا تلعب مع البنات، وإذا لعبت تريد أن تكون أهم وأفضل واحدة، وأكيد بنات أعمامها لا يسمحن لها بهذا دوماً، ولما أجبرها أن تلعب معهن ترفض، وتجلس ترسم من ثلاث إلى خمس ساعات متواصلة.
وعندها هوس بالنظافة والترتيب، دوماً تستحم، وتفضل أن تنام على الأرض وليس السرير لكي لا تفسد ترتيبه، وتجلس من دون ملابس لكي لا تفسد دولابها، وشنطتها المدرسية مرتبة جداً، يعني حريصة زيادة عن اللزوم، تأخذ أقلام ودفاتر أخيها لكي لا ينتهي ما عندها، وتحب المرايات، وتجلس وقتاً طويلاً أمامها وتكلم نفسها، والويل لي لما أمشط شعرها، لا تريد خصلة واحدة في غير مكانها، تضطرني أحياناً لضربها حتى تقتنع وتمشي.
حرصها يقلقني، تريد أن تكون أجمل بنت، وتكون في منتهى السعادة لو أحد مدح لبسها وأناقتها، أكبر إهانة عندها لو قال لها أحد رائحتك ليست حلوة، تضع العطورات دائماً، وتغير في اليوم ثلاث وأربع مرات، طبعاً معتمدة باللبس على نفسها، وحريصة جداً على الصلاة، وتحب الجلوس جنب أي واحد يصلي، وتسأله ماذا يقول؟ حتى تعلمت والآن تصلي وحدها، وأراها تجلس وتدعو وقتاً طويلاً، يعني تصرفاتها أكبر من عمرها.
وللأسف لها سنتان تسرق أشياء أخيها أو صاحباتها، ليس نقوداً لكن حاجات تشد انتباهها، مثل: خواتم، ألوان، ألعاب صغيرة، كلمتها وعاقبتها أكثر من مرة، لكن ترجع من جديد، وهذا أكثر شيء يقلقني، وقبل أسبوعين وجدت في شنطتها رسالة لزميل لها تخبره أنها تحبه، وهو لا يحبها، دائماً تحس بالنقص، وأنها مظلومة، تكتب لي ولوالدها رسائل كثيرة أنها تحبنا، ومتفوقة جداً في دراستها.
تصرفاتها أكبر من عمرها، وتحاول التقرب مني مع أنني والله أحسسها بحبي، لكن لا أدري كيف أتصرف معها، أرجوكم كيف أتعامل معها؟ هي حساسة جداً، وتبكي بسرعة لو ضايقها أحد بكلمة، أسفه جداً على الإطالة، وأرجو أن أعرف ما هي شخصية ابنتي؟ وكيف أحل مشاكلها؟
شاكرة جداً رحابة ووسعة صدركم.