الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي جعلني أفقد ذاكرتي.. فهل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا صاحبة الاستشارة رقم: (2162789)، دكتور محمد عبد العليم أرجو مساعدتي:

منذ حوالي شهر وأنا أشعر بأن أحداث اليوم مضى عليها زمن طويل, وكأني لم أفعلها, كأنها حلم, حتى كل الماضي الخاص بي أشعر بأنه كان حلما ولم أفعله.

أماكن دراستي أراها وكأن لم يكن لي بها أي علاقة في يوم من الأيام, غير قادرة أن أستعيد ذكرياتي, سواء السعيدة منها أو الحزينة, أحس أنها ليست ملكي, كأنها لشخص ثانٍ, حتى صوري وفيديوهاتي مع أصدقائي كأني لست أنا الموجودة.

مع العلم أني أتذكر اليوم, وأعرف أنه حصل, لكن أحس أنها لم يكن لها وجود, وأشعر بالشيء أثناء فعله فقط, وعند الانتهاء منه بثانية واحدة أشعر بأني لم أفعله, كأنه حلم أو حصل منذ زمن.

هذا الشعور سيقتلني, ولست قادرة أن أفسره, مع العلم -يا دكتور- أن الأعراض كانت قد اختفت أو قلت لمدة 5 أشهر, مارست فيها حياتي بشكل طبيعي, ولا أعرف لماذا رجعت الأعراض وبزيادة, مع أني لم أكن أفكر في صديقتي التي ماتت.

أكثر الأوقات أحس أني لم أعد موجودة, عصبيتي أصبحت زيادة عن اللازم, لدرجة أني أؤذي نفسي عندما أعصب, وهذا لأني لا أعرف حالتي ستتطور أكثر أم لا.

صرت أطلب الموت, ولا أحد يلاحظ علي شيئا من الأعراض, أتعامل مع الجميع بشكل طبيعي, ونومي طبيعي, وأكلي جيد إلى حد ما.

مع العلم أنه منذ شهر والدتي تعبت, وكنت خائفة وقلقة عليها جدا من أن تفارق الحياه -لا قدر الله- وكنت ليلا نهارا أفكر وأقول: يا ترى لو حصل لها شيء كيف سيكون شكل حياتنا؟ كيف سنعيش؟

من كثرة التفكير بدأت أحس أن أمي -بعيد الشر- قد ماتت, وبدأت تُرسم الحياة أمام عيني وأن أمي غير موجودة بها, فكنت أستغفر الله, وفي نفس الوقت كنت أجهش بالبكاء لمجرد التفكير, لكن والحمد لله تحسنت صحتها.

ساعدوني وسامحوني -يا دكتور- على كثرة أسئلتي, لكن أملي في الله كبير, ثم فيكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الأعراض التي ذكرتها هي أعراض مهمة من الناحية النفسية، لكنها -إن شاء الله تعالى– ليست خطيرة.

هذا الذي يمر بك من تباعد في تذكر الأحداث زمنيًا, وعدم الربط الزمني بين حقيقة ما حدث والتفكير فيه، وكذلك ما يعتريك من أفكار متداخلة تحاولي أن تجدي من خلالها بعض التفسيرات لأمور معينة, هذا كله -أيتها الفاضلة الكريمة– هو نوع من القلق النفسي، والمكوّن الرئيس لديك هو ما نسميه بـ (اضطراب الأنّية) أو (التغرب عن النفس) ولديك جانب وسواسي أيضًا.

الحالة معروفة لدينا في الطب النفسي، وإن كانت ليست شائعة، لكنها موجودة، وقد أحسنتِ الوصف (حقيقة) وهذا أعجبني كثيرًا مما جعلني أكون على قناعات قوية ودرجة عالية من اليقين أن حالتك هي أحد حالات القلق النفسي الذي يُسمى بـ (باضطراب الأنية) مع وجود وساوس.

لا تنزعجي، لكني (حقيقة) أفضل أن تقابلي الطبيب؛ لأن بعض هذه الحالات قد يكون سببها أو مردها لاضطراب بسيط في كهرباء منطقة معينة في المخ تسمى بـ (الفص الصدغي).

هذه الحالات نادرة كسبب، لكننا وانطلاقًا من تحري المصداقية والصدق والدقة العلمية, وأن يكون الإرشاد قائمًا على الدليل أنصحك حقيقة بأن تقابلي الطبيب، وتذكري له ما ذكرناه لك، وقطعًا الطبيب سوف يقوم بإجراء بعض الفحوصات والتي قد تشمل إجراء تخطيط للدماغ، وهذا فحص بسيط جدًّا، وهو متوفر في مصر.

ومن ثم سوف يقوم الطبيب بإعطائك العلاج اللازم، كل الأدوية المضادة لقلق المخاوف الوسواسي سوف تكون مفيدة في حالتك، وسوف تنتفعي منها كثيرًا -إن شاء الله تعالى– لكن لا تشرعي في أي دواء قبل أن تقابلي الطبيب.

أنا مطمئن تمامًا لحالتك، وهذا هو الذي أود أن أنصحك به، وأرجو أن تفيديني وتتواصلي معي بعد أن تقابلي الطبيب، حتى أستطيع أن أساهم بما أراه مناسبًا من أجل مساعدتك.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر رامز

    اجعل احد يقول لك الماضي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً