السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي عويصة جدا, وطويلة ومزمنة, أكتبها إليكم بعد أن ضاقت بي السبل, وحاولت الوصول إلى أي موقع استشارات كثيرا, أكتب إليكم وأنا أمنع الدموع من النزول من عيني قدر استطاعتي, وهما مشكلتان تترتب الثانية على الأولى.
أنا شاب مصري مسلم, أبلغ من العمر 22 عاما, أدرس بكلية الهندسة في عامي الذي أتمنى أن يكون الأخير, إن شاء الله, أدرس في جامعة صعبة تأخذ من وقتي في العام الواحد 10 أشهر.
مررت في أعوامي الدراسية بمراحل عدة, والمهم أن والدي -حفظه الله- هو الذي لا زال مصدر الرزق الوحيد في المنزل, يصرف على أسرتي المكونة مني أنا وأختي وهو وأمي.
مجموع المصروف عليّ أنا وأختي في الجامعة فقط يبلغ حوالي الـ 15 ألف جنيه مصري في العام الواحد, كمصاريف دراسية فقط.
بلغ والدي سن التقاعد منذ حوالي عام, بعد حياة عملية حافلة, ولله الحمد والمنة تربينا -ولله الحمد- على التدين الفطري, وأحسب أن والديّ زرعا فينا المعنى الحقيقي للتدين والخلق, ولكن لديّ مشكلتان, أبدأ بالثانية:
أنا للأسف أمارس العادة السرية بشكل دائم وبشكل شبه يومي أو كل يومين, حاولت مرارا وتكرارا الإقلاع عن هذه العادة منذ أكثر من 3 سنوات, ولكن بلا جدوى، بالرغم من أني لم أكن من ممارسيها في أول فترة البلوغ نهائياً.
كثير من أصدقائي الذين يكبرونني بعام أو في نفس سني يشرعون في الخطوبة، وبنسبة 80% آباؤهم هم الذين يجهزونهم مادياً، وبالطبع يؤثر ذلك مع ممارستي للعادة السرية على نفسيتي (ليس الحقد وإنما طلبي للزواج).
أما المشكلة الأولى وهي الأعقد في رأيي: أنني أعيش في المنزل مع أهلي, ولله الحمد والدي يعاملني أنا وأختي وأمي منذ الصغر معاملة راقية, ويحاول أن لا يرفض لنا طلبا، وبالرغم من ذلك أزهد في طلب "أغلب" الأشياء منه.
وبما أني لا أملك الوقت كي أعمل لدراستي الصعبة؛ فلا خيار أمامي سوى الزهد عن أغلب الأشياء، فلديّ طبع غريب أني لا أستطيع أو أحب أو أجرؤ حتى أن أطلب أي شيء من أي أحد منذ طفولتي؛ لأن ذلك يعتبر عندي ضعفا ومذلة لا ينبغي إظهارهما لأحد حتى لو كان أبي.
فبكل أسف أريد الزواج, وكلما لمّح لي أهلي من بعيد عن طريق المزاح عن الزواج يتغير وجهي, وأبدو عصبيا, وأرد رد الغاضبين, وأغلق الموضوع بأقصى سرعة.
بصراحة شديدة أظن أن أبي يجهز لي أنا وأختى بعض الماديات منذ زمن، وأعلم بعضها: مثل أنه أعطى لي سيارته القديمة, واشترى لي شقة في مكان جيد, ثم ادخار بعض من الأموال.
المشكلة هنا أنني غير مقتنع أصلاً بأن والدي يزوجني، غير مقتنع بمبدأ أنه يصرف عليّ في أمور الزواج، ولا أنه من حقي ذلك أصلاً!!
بصراحة أعلم أني أثقلت عليكم جدا, ولكني أشعر أني وكأنني أبكي في حضن أبي الآن, فبالله عليكم تقبلوا عذري, ولا تتأففوا مني.
أرجو فقط منكم حلا, ماذا أفعل خصوصا أني ما زلت طالبا, ولا أعلم فتاة لأتزوجها حتى الآن؟
جزاكم الله خيرا.