الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل لا بد من استئصال الرحم حال وجود الأورام الليفية فيه؟

السؤال

السلام عليكم.

منذ أربع سنوات عرفت أني أعاني من لحمية في الرحم, وبعد التشخيص الدكتورة قالت لي: اللحمية حجمها 6 إلى 7 سم, فلا تخافي منها طالما أن الدورة لا تنزل قطعا كبيرة ومجمدة من الدم, علما أني لست متزوجة -والحمد الله-.

الأمور بقيت جيدة, حتى منذ يومين عملت كشفا عند دكتور فأخبرني أنه يحب استئصال الرحم؛ لأن عدد اللحمبات زاد في الرحم, فسألته: هل يمكن إجراء عملية كشط؟ أجابني هذا يجعل الرحم ضعيفا, وفي حالة إزالة كل لحمية لوحدها الرحم يصبح مثل الغربال به عدة ثقوب.

الرجاء منكم النصيحة, ما هو الحل الأفضل؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سلوى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الوصف الذي جاء في رسالتك فإن المشكلة عندك هي وجود أورام ليفية متعددة في الرحم.

والأورام الليفية تسمى خطأ باللحميات, وهي ليست كذلك, بل هي عبارة عن أورام سليمة, تنشأ في جدار الرحم, وقد تكون متعددة البؤر, كما هو الحال عندك, وهي تحدث بنسبة عالية عند النساء قبل سن انقطاع الدورة.

وبالنسبة لحالتك: فإن نصيحتي لك هي إن لم يكن لديك أي أعراض ناتجة عن هذه الأورام مثل: وجود نزف في الدورة, ألم في البطن, مشاكل في البول والمثانة ناجمة عن ضغط الورم على الجهاز التناسلي, أو غير ذلك من أعراض يسببها الورم, فهنا يمكن ترك هذه الأورام بدون عمل جراحة, وذلك لأنها ستخف بالحجم, وبشكل ملحوظ بعد سن انقطاع الدورة الشهرية, لأن هذا النوع من الأورام ينشط وينمو مع وجود هرمون الأنوثة, وهو هرمون (الاستروجين), وهذا الهرمون سينحفض كثيرا بعد انقطاع الدورة الشهرية, وبالتالي ستضمر هذه الأورام بإذن الله تعالى.

أما إن كانت هذه الأورام تسبب عندك أعراضا مثل: غزارة دم الدورة, أو الألم, أو غير ذلك, فهنا يكون الحل الأفضل في مثل عمرك هو عمل استئصال للرحم, وهذا أفضل من استئصال الأورام لوحدها فقط؛ لأن عملية استئصال الأورام فقط, هي عملية أكثر تعقيدا, وقد تسبب نزفا تصعب السيطرة عليه, فتنتهي الحالة ثانية باستئصال الرحم, لكن بعد خسارة كمية كبيرة من الدم, وهي لا تجري إلا في حال كانت الفتاة أو السيدة صغيرة السن, وراغبة بالإنجاب, وبالطبع هي عملية ليست مضمونة النجاح دائما.

إذا يا عزيزتي وبالنظر إلى ظروفك وإلى سنك؛ فإنني أرى بأن الأفضل هو عمل استئصال للرحم إن كانت هذه الأورام تسبب لك أعراضا, فميزة الاستئصال الإضافية هي أنه سيسمح لنا بفحص الرحم مع بطانته فحصا نسيجيا؛ للتأكد من سلامة كل أجزائه بإذن الله.

نسأل الله العلي القدير أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً