الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج أختي يؤذينا بكلامه، كيف ندعوه إلى الله?

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

زوج أختي يبلغ من العمر تقريباً 60 سنة، ويشغل مدير مدرسة، لا ينتهي من الإساءة إلى الوالدين الكريمين كلما كان لقاء أو مناسبة، ويترصدهم في كل كبيرة وصغيرة، حتى في الأمور التافهة، ويصل به الحال إلى التفوه بالكلام الرذيل!

علماً أنه في حقيقته يتخاصم كثيراً مع والده الطاعن في السن، وكلما حاولنا أن نبصره ونتعامل معه بالتي هي أحسن، يقول أنتم وأبوكم ما تحبونني ولا تهتمون بأختكم، وأصبحنا نتجنبه ونبتعد عنه، وكذلك لا نقيم بعض المناسبات والأفراح خوفاً أن يتسبب بالإيذاء للوالدين أو لنا، ونفكر بمقاطعته، فكيف نتعامل معه بدون أن يحس أن هذا ضعفاً أو خوفاً منه؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ لخضر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

بداية نرحب بك في الموقع، ونشكر لك هذا التواصل، ونسأل الله أن يعيننا على الوصول إلى الحل المناسب لهذه المعضلة، التي ما كنا ننتظرها حقيقة من مدير مدرسة في مقام القدوة وفي مقام التربية، وهو ينال هذا المنصب.

أرجو أن نعتاد محاولة الصبر عليه، خاصة إذا كانت الزوجة تستطيع أن تصبر عليه، فإنكم أطراف خارجية، وإساءته للوالدين يدل على أن عنده خللاً وعنده مشكلة، ولكن إذا كانت – زوجته - مرتاحة معه وصابرة عليه وقابلة بإكمال المشوار معه، فأرجو أن تتجاوزوا عن هذا، ولا مانع من تحاشي المقابلة معه ومن تفادي مواجهته في المناسبات.

كذلك لعله سيكون من المصلحة عدم الجدال معه وعدم المناقشة معه، حتى لا يجد سببًا للتطاول والتجاوز أكثر، وإن إساءته للوالد والوالدة طبعًا هذا سوء أدب، لكن ماذا سنفعل مع إنسان كبير؟ وإنسان تربطنا به مثل هذه الصلات، وعلينا أن نصبر، والعاقبة للصابرين.

إذن ينبغي أن تهونوا الأمور على الوالد والوالدة، بل ينبغي أن تخفوا عنهم هذا الكلام القبيح الذي يصدر، وتتجنبوا مقابلة هذا الرجل، لا أقول مقاطعته، لكن تكون اللقاءات قصيرة وخفيفة وسريعة، يعني مثلاً في العيد لا مانع أن تزوروا الأخت، وأن يزورها الوالد والوالدة، لكن تأخذوا دقائق وتسلموا عليها وعليه ثم تعتذروا بأي سبب وتنصرفوا.

لا تعطوا فرصة للخصام والجدال، ولا تردوا على إساءاته المتكررة لكم، فإن هذا الإنسان قد يكون عنده مشكلة نفسية، فالإنسان يتعجب من مدير مدرسة يُسيء إلى أهل زوجته، ويسيء إلى الناس، ويقابلهم بمثل هذا الكلام.

إذا كان عند الرجل نقص فكونوا أنتم على الكمال وعلى الخير، واعلموا أن الإنسان عليه أن يصبر، والله يقول: {خذ العفو وأْمُرْ بالعرف وأعرض عن الجاهلين} قال الله لنبيه: إن الله يأمرك أن تعطي من حرمك، وأن تصل من قطعك، وتعفو عن من ظلمك، وقال سبحانه وتعالى: {وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا} ، {سلامٌ عليكم لا نبتغي الجاهلين} فإن الإنسان إذا سكت عن من يُسيء فإن هذا أبلغ رد وأبلغ حجة، فحاولوا أن تتسلحوا بالصبر، ونسأل الله أن يعينكم على الصبر.

حاولوا أيضًا تشجيع الأخت على الاستمرار في إكمال مشوار الحياة، فلماذا ننتظر بعد الستين سنة إذا لم يبلغ هذا الإنسان العقل والوعي والنصح، فنسأل الله تبارك وتعالى أن يسهل عليكم الأمور، وأعتقد أن الحل الذي عملتموه من تفادي الاحتكاك معه وتفادي مقابلته وتفادي دعوته إلى البيت حتى لا تسمعوا ما تكرهون، نعتقد أن هذا جزء من الحل المناسب، وإذا كان هناك أشخاص يتأثر بهم أو دعاة يستمع لكلامهم فلا مانع من طلب المساعدة منهم، وتوضيح الصورة بالنسبة لهم، لعله يرتدع ويستمع لكلامهم.

نسأل الله الهداية للجميع.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً