السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أهنئكم على موقعكم الممتاز.
أما بعد فأنا فتاة في الثامنة عشرة من عمري، منذ خمس سنوات تقريبا، وأنا أعاني اضطرابا في نفسيتي، حتى أني أصبحت أشك في عقيدتي وديني عندما أسمع ذكر الله، أو ذكر المصطفي -صلى الله عليه وسلم-، لا أحس بأي إيمان يسري في قلبي، وحتى أنني أتخيل شكلهم -والعياذ بالله- رغما عني، لدرجة أنني أصبحت لا أشعر بوجود الله، فكأنما قسا قلبي.
كما أنني عندما أسمع القرآن لا يخشع قلبي أبدا، بل أنني أحيانا أحس بنوع من الاستهزاء به، مع العلم أن هذه الحالة بدأت معي منذ أن حاولت الخشوع في الصلاة، إذ أن الخشوع فيها -كما علمت آنذاك- يستوجب استحضار عظمة الله، وأن تتخيل أنك تصلي أمام عرشه، وهذا ما تخيلته، وما كاد يدفع بي إلى الجنون والكفر -والعياذ بالله-، حتى أني انقطعت عن صلاتي لفترة ثم عدت، عسى أن يلين قلبي، وأصبحت أحاول قراءة القرآن، إلا أن ذلك زادني بعدا عن الله، بل وقسا قلبي أكثر فأكثر، وأصبحت لا أصدق القرآن، وكأنه افتراء بالنسبة لي، وعندما أقرؤه أحس بدوخة ورعشة، وأن الكون ظلام.
لقد ضقت ذرعا، وعانيت كثيرا بسبب هذه الأفكار، حتى أنني أصبحت لا أصدق أنني موجودة أصلا، ولا أصدق بوجود هذا الكون، وأعيش حالة هلع دائم، مع العلم أنني أحب الدين الإسلامي، ولن أرضى بغيره -بإذن الله-، مع العلم أنني أصلي، وأنقطع عن الصلاة كثيرا، بسبب الألم الذي أحسه، وأنا أصلي إذ أنني أسأل نفسي لماذا أصلي، وما هذه الطقوس الغريبة التي أقوم بها؟
وأنا في الوقت الحاضر عدت للصلاة، وأرجو أن يرشدني الله إلى طريقه، مع العلم أني دوما أدعو الله أن يرشدني إليه حتى أتت فترة قنطت من رحمته وشككت في عدله، أو وجوده (أستغفر الله).
وأنا الآن غير محجبة، ولكني أحب الحجاب حين أرى الأخريات يلبسنه، ولكن ضعف إيماني، وما أحسه من شك، يمنعني من ارتدائه، أخاف أن أبقى على هذا الحال إلى آخر حياتي.
أريد أن أعرف ما هي حالتي بالضبط، وكيف يمكنني تجاوزها، وكيف يمكن تقوية إيماني بالله؟
أرجوكم أفيدوني وأغيثوني، بارك الله فيكم وجزاكم الله كل خير.