الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أفكار وتخيلات وتوقعات سيئة، ما توجيهكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

وجدتكم وأنا أبحث عن حل لمشكلتي، فأرجو الله أن يجعلكم سبباً لشفاء ما في صدري، أنا إنسان أفكر كثيراً وأتخيل تخيلات سيئة جداً تنتهي معها كل آمالي وطموحاتي في الحياة، وتصبح الحياة سيئة جداً ومظلمة وموحشة في نظري، وأنا ولله الحمد موفق من رب العالمين، ولا أعاني من مشكلات مع زوجتي ويوجد لدي ابن عمره سنتان كالقمر ولله الحمد والمنة، وأنا في أمريكا، وأكمل دراسة الماجستير، ولكن وللأسف التخيلات والتهيؤات وتوقع حدوث مصائب والخوف الشديد سوف تدمر حياتي.

كذلك الشعور بالذنب على بعض الأخطاء التي ارتكبتها في سن مراهقتني تكاد تقتلني، ولا أستطيع النوم من أجلها، ولم يعد لي رغبة في الجماع مع زوجتي، أتمنى أن أجد الحل، علماً بأن الغربة صعبة جداً، حيث لا يوجد صديق ولا أي شخص أستطيع التكلم معه.

ما هي المشكلة بنظركم؟ أتمنى مساعدتي لإنهاء هذه المشكلة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد العزيز حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي أزف لك بشرى عظيمة، وهي أن درجة الضميرية والفضائل عندك مرتفعة جداً بفضل الله تعالى، حقيقة لقد تستغرب للقول هذا، لكن هذا هو الذي لمسته من رسالتك، وهذه الدرجة العالية من الضميرية جعلتك تعاني مما نسميه بقلق الوساوس الذي نتج عنه فكر سلبي وتشاؤمي، أدى إلى الشعور بالكدر.

أخي الكريم إن شاء الله تعالى أنت بخير، وسوف تظل على خير، وإيجابياتك عظيمة في الحياة وشعورك بالذنب حول ما بدر منك في سالف الأيام هذا من وجهة نظري يكفي تماماً، ورحمة الله واسعة، أخي حياتك فيها الكثير من الإيجابيات، فأرجو أن لا تستصغرها وأرجو أن لا تقلل من قيمة ذاتك، لا تنزعج أبداً من وجودك في الغربة؛ فأنت في بلد تريد أن تتحصل فيه على العلم، ولاشك أن الحكمة ضالة المؤمن أينما وجدها فهو أحق الناس بها، وأرجو أن تعود إن شاء الله ظافراً ومزوداً بالمعارف والعلم، لتنفع بها نفسك وأسرتك ومجتمعك وبلدك ودينك.

أخي الكريم التواصل الآن أصبح سهل جداً، أنت مدرك لذلك فأرجو أن لا تحس بأي نوع من الغربة، أخي الكريم الفاضل الاستعانة بكتاب الله تعالى والصلاة والذكر والدعاء تخفف على الإنسان وطأة هذه الآثار السلبية، وأنا أعرف أنك حريص على ذلك لكن رأيت من الواجب أن أذكرك وأن أذكر نفسي.

أيها الفاضل الكريم، حالتك تستجيب وبصورة فاعلة لأحد الأدوية التي تعتبر متميزة في هذه الحالات، هنالك عقار فافرين Faverin والاسم العلمي هو فلوفكسمينFluvoxamine أرى أنه سوف يكون مفيداً لك جداً، فيا أخي الكريم حاول أن تتحصل عليه وإن لم تتحصل عليه فأرجو أن تذهب إلى الطبيب، أو طبيب الأسرة في أمريكا وتوضح له حالتك، وأعتقد أنه سوف يتلمس الحالة القلقية والوسواسية والاكتئابية، ولن يتردد في أن يصف لك الفافرين أو غيره من الأدوية.

جرعة الفافرين هي (50غ) يتم تناولها ليلاً بعد الأكل، وبعد أسبوعين ترفع إلى (100غ) واستمر عليه لمدة شهر، وبعد ذلك ترفع الجرعة إلى (200غ) يومياً يمكن تناولها جرعة واحدة ليلاً، أو بمعدل (100غ) صباحاً و(100غ) مساءً وهذه الجرعة يجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر، بعد ذلك تخفض الجرعة إلى (100غ) لمدة ثلاثة أشهر، ثم (50غ) لمدة شهرين وبعد ذلك يمكنك التوقف عن تناول الدواء.

كما ذكرت لك الخيارات الدوائية كثيرة جداً، وكلها إن شاء الله مفيدة، ونسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً