السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدي من مواليد 1935م، يعاني من حكة جلدية منذ حوالي 8 أشهر، ولم نجد أي علاج لها رغم استشارة العديد من الأطباء، وأساتذة في الأمراض الجلدية في العراق، ورغم الفحوصات والتحاليل ((والسيت اسكان ( المفراز ))) ولم نصل إلى سببها، والأدوية التي وصفوها لنا لم تجد نفعاً، وهي عبارة عن حبوب مهدئة، وكريمات للجلد، ولم يظهر هناك أي تغيير، ولا نعرف ما هو سببها، واختلاف آراء الأطباء في ذلك، طبيب يقول جفاف في الجلد، وطبيب يقول عدم إفراز الغدد، وآخر طبيب حولنا إلى طبيب نفسي! ولا نعرف لماذا؟! استمرينا بمراجعة الطبيب النفسي لمدة ثلاث جلسات، ولم يتغير شيء عدا المنوم يجعله يفقد وعيه وينام.

علماً أنه لا توجد أي آثار في الجلد، ويشكو فقط من الحكة، ويعتقد أنه قارص، ويطلب منا مكافحة الغرفة لوجود القارص، ويقول أحس ملايين من القارص على جسمي، حتى أصابع يديه تعبت من الحك في جسمه.

اتجهنا إلى طب الأعشاب وأيضاً نفس الشيء لا تغيير، علماً بأنه عمل عملية سابقة لرفع المرارة، وقبل الحكة كان يأخذ كل ثلاثة أيام حقنة فولتارين مع كرتوزون لعلاج الآلام في مفاصل الجسم، لأنه يعاني من المفاصل باستمرار.

أرجوكم ساعدوني في حل ما، لأن الوالد يتعذب أمامي أرجوكم.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حكيم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إن الحكة الشديدة والمعندة عند كبير السن يجب أن تدرس بعناية، وأن تعالج بجدية؛ لأنها قد تشير إلى أسباب داخلية منها السكر، وقصور الكبد أو قصور الكلية أو أورام داخلية مثل البروستاتا أو القولون أو غير ذلك.

بما أنه لا يوجد أعراض علامات وتغيرات على الجلد فهذا يتوافق مع الأسباب الداخلية، ولنفي أو إثبات أسباب الحكة الداخلية يجب عمل التحاليل التالية:

CBC
Blood bioch including: LFT, KFT, lipid profile, serum iron level,
Serology including: PSA, AFP, CEA, Ca markers


كما يجب أن يتم الفحص السريري من قبل أخصائي باطني، لنفي الأسباب الداخلية، وخاصة المتعلقة بالبروستات والكبد والكلية والسكري، ومتابعة القصة السريرية، وهل هناك نقص وزن واضح؟

إن كان هناك جفاف جلد فهو أيضاً مؤشر على وجود سبب داخلي، ولكن يمكن أن يكون (شيخياً)، ويعالج بالمرطبات بشكل مستمر عند اللزوم، مهما طالت الحاجة، ويمكن استعمال بعض المرطبات مثل الفازلين أو اليوريا 10% أو الغليسيرين أو الغلسيرين الممزوج بالماء، بنسب متساوية أو زيت الزيتون، أو الفاكيري لوشن أو اليوريكسين أو الأويلاتوم جيل أو الأوسيرين أو اللايبوبيز أو الإلوبيز أو غيرها مما هو متوفر في الأسواق المحلية عندكم.

هناك مرطبات للجلد الجاف الأكزيمائي، مثل: مستحضرات أتوديرم أو مستحضرات ريبير أو مستحضرات ريميديرم ومستحضرات كوين فيكتوريا (QV) الخاصة بالجفاف، أو غيرها الكثير، والمتوفر حسب المناطق الإقليمية والتجارية، والمهم أن يكون مرطباً ومليناً للجلد، وأن يكون يتحمله الجلد.


ريثما يمكن التوصل إلى السبب يمكن أخذ مضادات الهيستامين عند اللزوم مثل الكلاريتين 10 مغ أو الزيرتيك 10 مغ، أو الأورياس 5 مغ، أو الزيزال 5 مغ، أو التلفاست 120 مغ أو 180 مغ، ومنها ما له تأثير مهدئ مثل الهايدروكسيزين 10 مغ أو 25 مغ.

أياً من هذه المضادات تؤخذ مرة واحدة يومياً وعند اللزوم، كما يمكن المشاركة بين أكثر من نوع ولكن ليس في نفس الوقت، وحديثاً أثبتت الدراسات أن الأورياس أو الديسلوراتيدين 5مغ يمكن أخذها يومياً مرتين أو ثلاثاً أو حتى أربع مرات حسب اللزوم.

ويجب إجراء تقييم شامل وليس فقط للجلد، (مشاركة أكثر من اختصاصي)، ويجب إجراء التحاليل المذكورة كدفعة أولى، والانتباه إلى أي تغيرات غير طبيعية ومتابعة سببها وعلاجه، كما يجب نفي الأسباب الداخلية وعلى رأسها البروستات والكبد والكلية.

يجب البدء بالعلاج العرضي إلى أن يتبين السبب فنتحول إلى العلاج السببي، فإن كانت كل التحاليل طبيعية فالأمر يدعو للتفاؤل، ولكن ينبغي أن تعاد بعد فترة للمقارنة، فبعض التغيرات قد لا يظهر من المرة الأولى لسبب مخبري أو طبي.

من باب التوسع نحيلكم إلى استشارات متعلقة بالموضوع، فالحكة المائية ناقشناها في الاستشارة رقم (243988)، والحكة الشتوية ناقشناها في الاستشارة رقم (245706)، وأما الحكة المعممة بأسبابها المتنوعة ولكن من باب تحسسي فقد ناقشناها في الاستشارة رقم (198756) وفيها أيضاً إشارات لأسباب أخرى.

من باب التوثيق نرجو إرسال نتائج كل التحاليل، وعدم الاكتفاء بالقول بأنها كلها طبيعية، بل ما هي؟ وما هي النتائج؟

وبالله التوفيق.