السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إنني لأعجز عن وصف ما يقدم هذا الموقع من الخير للناس، لينعموا بالسعادة وراحة البال، فجزى الله كل القائمين على هذا الموقع كل الخير، وجعل مثواهم الفردوس الأعلى من الجنة، وأصلح لهم ذريتهم وأمرهم كله، وشرح ويسر أمورهم .
إنني لشخص - يعلم الله ما وصلت إليه من الحالات النفسية المؤلمة، وإلى الله أشكو!! باختصار شديد سأسرد لكم بعض معاناتي في سنين ، ولقد بدأ الوسواس القهري معي منذ الصغر، فاختفي وقت البلوغ وعاد بشكل عنيف في عمر السابعة عشرة.
في البداية كان دينياً، ولكنه تطور إلى أفكار غريبة، فأصبحت عندما ألمس شيئاً أتخيل أنني أعبده! فتراني أعيد لمسه عدة مرات، لأثبت لنفسي أنه شيء عادي، وأقول في نفسي --هذا مخلوق خلقه الله وحده لا شريك له-- حتى أثبت لنفسي أنني أعبد الله وحده لا شريك له، وكذلك غيرها الكثير من العبارات.
عموماً أنا تعايشت مع ذلك حتى أصبح عمري ثلاثة وعشرين عاماً، وحينها بدأت معي نوبات الهلع الشديدة في شهر شعبان، وكانت أعراضها تأتيني بشكل عنيف، ولأكثر من ست مرات أو سبع مرات في اليوم، وتستمر طويلاً جداً، سواء في سرعة نبضات القلب أو الدوخة أو التنميل، ووصلت لمرحلة خطيرة -والحمد لله على كل حال-
عموماً أنا أخذت عقار سيبراليكس على مضض، وأنا كاره للعقارات، ولكني اضطررت لذلك، وكان هذا العلاج سحرياً وقاتلاً لنوبات الهلع، بإذن الله، فلم تمر أربعة أسابيع إلا وأنا قد نسيت الهلع تماماً بفضل الله .
لقد تركت السيبراليكس بعد ثلاثة شهور من الاستخدام بدون تدرج، وحالياً لي أكثر من شهر قد تركته، ولم تعد نوبات الهلع، والفضل لله، ولقد كنت أجتهد في تمارين الاسترخاء والتنفس الباطني مع استخدام العقار.
أجتهد جداً، وسأقول لكم السبب، (السيبراليكس) كان علاجاً مفيداً للهلع، ولكنه لم يوقف أمرين كنت أعاني منهما، وهما الوسواس القهري والكوابيس، الوسواس القهري لم يتوقف مع سيبراليكس، ولم يتحسن، بل وحتى إن سبب إكثاري لتمارين التنفس بعمق لأني كنت أوسوس أني آخذ الذكاء من الهواء الجوي! وأكتم أنفاسي لأجل أن أقفل عقلي عن خروج أو دخول شيء من الغباء أو الذكاء، وشر البلية ما يضحك، فكنت حتى لا ألمس إخوتي الصغار حتى لأنني أتخيل أنهم عندما يلمسوني أو ألمسهم تذهب طاقة الذكاء لهم، وتتسرب عبر اللمس، وإن هذا لشيء عجيب.
وصل الأمر إلى أن أتجنب السلام عليهم، وإن لمسني هؤلاء الأطفال الصغار أنهاهم عني، وآتي إليهم، وأقرب وجهي من المكان الذي لمسوني منه، وآخذ نفساً عميقاً ظناً مني أن هذا يعيد الذكاء إلي، لأني أسحب ما فقدت من ذكاء من أجسادهم، وإن شر البلية ما يضحك.
هذا وغير وسواس الدين واستحضار النية بالصلاة الذي دفعني إلى الصلاة بالمنزل، لأني أعيد التكبير دائماً و... إلخ.
أخيراً: سأتحدث عن الكوابيس التي بدأت مع الهلع، بل وإن أول ليلة أتى فيها الهلع كنت قد رأيت فيها كابوساً قريباً، فأتاني في حينها الهلع بالليل، وأنا أشاهد التلفاز مرتاح البال! إن هذه الكوابيس تأتيني يومياً، وأتضايق منها كثيراً، لأني أشعر بأني بالحلم، وكأني موجود بها، فأرى ما الله به عليم.
لقد طبقت تقنيات كثيرة، ولم تنفع، ومنها عدم الإكثار من الأكل قبل النوم، والنوم بالليل، وغيرها، ولكنها لم تنفع، فإن هذه الكوابيس تأتي بشكل غير متوقع، ومتكرر للأسف الشديد.
للأسف: الطب النفسي عندنا سيء في منطقتي، وإني والله رجل أثق بكم، وفقكم الله لكل ما يحب ويرضى، إنه كريم عزيز .