أنا شاب خريج كلية علوم، قسم فيزياء، أختي كانت في المرحلة الثانوية، فعرضت على أن أشرح لها منهج الفيزياء، ومعها زميلها، فالطلاب بدأوا يفهمون وأحبوا المادة، وزادت الطلبات من الناس والطلاب أن أكمل دروس فيزياء.

أنا -الحمد لله- أحضر الماجستير، ولكن بعض زملائي وبخني وقال لي: لا يصح لك إعطاء دروس، لأنني ما زلت شابا، والنساء فتنة عظيمة، علما بأني أفصل بين البنين والبنات كما أني أتقى الله في العلم، وأحمل رسالة أحب أن أؤديها على أكمل وجه، وأشجع الطلاب، وأكتشف مواهبهم.

وحقيقة لا أرغب في الزواج إلا بعد تحضيري الدكتوراه، ولا أقول ذلك ليكون مبررا لتتعاطفوا معي، وإنما قلت ذلك حتى تكون عندكم الصورة كاملة.

فأفيدونى جزاكم الله خيرا، وآسف على الإطالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عماد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا نشكر لك هذا الحرص على الخير وتلك الرغبة في نفع الناس، ونرحب بك في موقعك ونسأل الله أن ينفع بك وأن يسدد خطاك، وأن يرزقك العلم، والتقوى وأن يصلح لنا ولك النية والطوية، وأن يرزقك الزوجة الرضية التقية.

ولا يخفى على أمثالك أن الشرع الحنيف يباعد بين أنفاس النساء والرجال، والأصل هو أن تقوم المرأة بتدريس المرأة ويقوم الرجل بتعليم الرجال، فإن تعذر ذلك فما ينبغي أن تدرس البنات مع الأولاد ولا يجوز للمدرس أن يخلو بطالبة واحدة كما لا يجوز للطالبات أن يتبرجن أمام المدرس لأنه رجل وليس بمحرم لهن.

ونحن نقترح عليك أن تتخصص في تدريس الذكور، وتبحث للطالبات عن مدرسة فاضلة تقوم بتدريسهن، ولا أظن أن هذا الأمر فيه صعوبة، وفيه بلا شك نصح لنفسك وللناس.

ونحن بلا شك لا نوافق على توبيخ أمثالك، ونشكر لك هذه الروح، ونسأل الله أن يزيدك من التقوى، وأن يرزقك السداد والثبات.

وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا، لنعرف هل من الممكن أن تجد امرأة لتدريس البنات؟ وأنت تتولي رعاية الشباب، وإذا لم تجد امرأة لتدريسهن فهل يمكن أن تطالب الطالبات بالحجاب الكامل أثناء تدريسك لهن، وهل هناك استعداد من الجميع لرعاية الضوابط الشرعية؟

وإذا كنت -ولله الحمد- تستطيع أن تتحكم في عواطفك فهل تضمن ذلك عند الآخرين والأخريات؟ أسئلة كبيرة أحبننا أن تفتح بها الآفاق حتى نصل جميعاً إلى الحلول المناسبة.

أما بالنسبة لتأخير الزواج، فنحن ندعوك للاستعجال في هذا الأمر، لأن فيه عونا لك في الدراسة، وقبل ذلك في الدنيا والآخرة، وفي الزواج استكمال لنصف الدين، والأصل عندنا هو عدم تأخير الزواج، وسوف يكن النفع منك، وبك كثيراً بعد الزواج.

وهذ وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يقدرك لك الخير، وأن يلهمك السداد، وأن ينفع بك البلاد والعباد.

وبالله التوفيق والسداد.