الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج حالات الاكتئاب والقلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

في بادئ الأمر، جزاكم الله كل خير على ما تقدمونه في الموقع.

أحدثكم عن نفسي فأنا إنسان أحب النجاح، والحياة والناس بشكل عام، وأتمنى لهم كل خير، فالحمد لله أولاً وآخراً على كل حال.

أبلغ من العمر (18) سنة، في المرحلة الأخيرة في الثانوية، وعندما كنت في الابتدائي والمتوسط كنت أحد الأوائل الثلاثة غالباً على المدرسة ككل، كنت إنساناً مرحاً أحب الاجتماع مع الأصدقاء، ولعب كرة القدم وغيرها من الأمور الأخرى الاجتماعية، لكن عند دخول الثانوي، بدأت تراودني تلك الحالات الغريبة من الاكتئاب، عدم الخروج من البيت مع الأصدقاء، وغيرها من الحالات الغريبة.

في إحدى المرات ( قبل شهرين من الآن ) قلت لنفسي: هل أنا مصاب فعلاً بالرهاب الاجتماعي؟ إذن سأخرج في الإذاعة المدرسية لأتحدث أمام الناس في أي فقرة، وفي صباح اليوم التالي للإذاعة طلعت، وفعلاً كنت خائفاً ومرتبكاً جداً، وأحس أني (متعرق) من الداخل وخائف فعلاً، بعدما طلعت من الإذاعة ارتحت بشكل كبير، وأيضاً هناك حالات اكتئاب، ومشاكل لا أعلم كيف أصفها، مثل التفكير الكثير في المستقبل، عدم تنظيم الوقت نهائياً، فيومي يذهب بدون أي فائدة في الأيام العادية، المذاكرة في الدراسة نادراً ما أذاكر، ومع ذلك - الحمد لله - النسبة ممتازة.

أنا متوتر وقلق، وخائف من المستقبل، من الحالة التي أنا فيها، أخاف أن تؤثر في حياتي، الأقارب والأصدقاء، أود التغيير، لا أريد حالات الاكتئاب، ولا أريد حالات القلق، ولا الرهاب والخوف، هل هناك شيء أستطيع فعله؟ هناك عقاقير مثل فافرين أو سيبرالكس هل تنصحونني بها؟ وما هي طريقة استخدامها؟

أتمنى منكم الإجابة الشافية، ولكم التحية وجزيل الشكر والعرفان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أنت تعاني من درجة بسيطة من القلق النفسي، وهذا القلق له مكون وسواسي بسيط، كذلك لديك درجة بسيطة جداً من الرهاب الاجتماعي، وأرجو أن لا تزعجك هذه المسميات، فهي في نهاية الأمر نوع من القلق، وليس أكثر من ذلك.

الشيء الذي لمسته من كلامك أنك ذو مقدرات عالية، ولديك أشياء كثيرة إيجابية، وأتمنى أن تكون أحوالك مستقرة على النطاق الأسري؛ لأن ذلك سوف يساعدك كثيراً على الاستقرار النفسي.

الذي أنصح به هو أن تبذل جهداً في تنظيم وقتك، وتنظيم الوقت ليس بالأمر السهل، ولكنه ليس بالمستحيل، وكل من يقدر الزمن ويعرف قيمة الزمن يمكن أن يديره بصورة ممتازة، والنجاح في ترتيب الزمن وتنظيمه والاستفادة منه على الوجه الأكمل هي إحدى بوابات النجاح الأساسية للإنسان، ونحن حين نقول يجب للناس أن تنظم وقتها، لا نعني مطلقاً أن يقضوا معظم أوقاتهم في الدراسة أو المذاكرة، بل على العكس تماماً، نحن نطالب الناس أن يأخذوا قسطاً كافياً من الراحة، وأن يمارسوا الرياضة، وأن يرفهوا عن أنفسهم بما هو مشروع وحلال وطيب، وأن يتواصلوا اجتماعياً، وأن يكونوا حريصين على العبادات في وقتها، وأن يعطوا العمل والدراسة حقها، هذه الأمور مترابطة مع بعضها البعض، ومن يجنح في تنظيم وقته بهذه الطريقة يجد -إن شاء الله تعالى- أن الأمر قد تيسر وقد تمهد أمامه، ومتى ما أفلح الإنسان في إدارة الوقت سوف يفلح في الإنجاز، والإنجاز هو أكبر محفز للإنسان، ليزيل منه القلق ويشعره بالرضا، وأرجو أن تسعى نحو ذلك.

ربما تكون لديك أعراض عسر المزاج المرتبطة بالقلق، وأنا لا أؤيدك أن تسميها حالة اكتئاب، أنت صغير وأنت -الحمد لله- في بداية الشباب ولك آمال، وأمامك أيام طيبة، فلا تلصق بنفسك أبداً صفة أنك مكتئب.

بكل أسف، كثير من الناس يصنع المرض صناعة ويربطه بنفسه، وهذا النوع من الناس شاهدناه! أنت لست مكتئباً، أنت محتاج للتفاؤل، وأن تنظم وقتك، وأن تكون إيجابياً في تفكيرك وفي حياتك، وعليك بممارسة الرياضة فهي -إن شاء الله- مفيدة.

بالنسبة للعلاج فأنا أنصحك بتناول الفافرين لفترة قصيرة جداً وهي ثلاثة شهور فقط، تناوله بأقل جرعة وهي (50) مليجرام ليلاً بعد الأكل، وكما ذكرت لك لمدة ثلاثة أشهر، وهو إن شاء الله سليم ومفيد، وسوف يساعدك، ولكن من الضروري جداً أن تأخذ بالتوجيهات السابقة وتتناول الدواء كذلك.

ولمزيد الفائدة يرجى مراجعة التالي:العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637) العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121).

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً