الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أهمية معرفة أسباب التبول اللاإرادي عند الطفل ومعالجته

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ابني عمره 9 سنوات، يعاني من التبول اللاإرادي، وهو يعاني منه لأكثر من 4 سنوات، والتبول عادة لا يكون وقت النوم، بل عندما يكون مستيقظاً، وعند سؤاله لماذا لم يذهب للحمام؟ يقول إنه لا يشعر برغبة للذهاب للحمام ويبدأ في البكاء، ولاحظت في الآونة الأخيرة أن الموضوع أصبح يزعجه نفسياً؛ لأنه غير قادر في التحكم بنفسه، علماً بأنه يعيش حياة هادئة ولا يوجد مشاكل بين الأم ولا الأب، وهو يعاني وبشدة من عدم التركيز، فعندما نطلب منه أن يفعل شيئاً لا يفعله، بحجة أنه لم يطلب منه أحد شيئاً، فهل ما يعاني منه ابني طبيعي؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ هتان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن التبول اللاإرادي عند عمر تسع سنوات يوجد لدى اثنين إلى خمسة بالمائة من الأطفال، وهو أمر يستحق الفحص العضوي؛ لأنه في بعض الحالات القليلة قد توجد أسباب عضوية، وأهم هذه الأسباب هو التهابات المثانة المتكررة، أو وجود أملاح في البول، وفي بعض الحالات ربما يكون هنالك ضعف عصبي في عصب الظهر، وهذا يتم معرفته من خلال إجراء صورة أشعة عادية لفقرات الظهر، وهذا الأمر معروف لدى الأطباء.

أخي الكريم! أرجو أن تذهب بهذا الطفل لأخصائي الأطفال ليقوم بفحصه، وسوف يتم فحص البول، وكذلك إجراء الصورة الخاصة بالظهر، والطبيب أيضاً سوف يُجري له فحصاً عاماً ليتأكد من قوة الدم لديه، وإن كان يوجد أي سبب طبي لهذه الحالة.

الأمر الآخر: ذكرت أن الطفل يعاني من عدم التركيز، وهذا يقودنا إلى سؤال: هل هو كثير الحركة؟ لأن كثرة الحركة كثيراً ما تكون مرتبطة بضعف التركيز، وهذه أيضاً علة تعالج عن طريق طبيب الأطفال المختص في أمراض الأعصاب، وهنالك أدوية معينة تُعطى تحت ضوابط معينة.

ضعف التركيز أيضاً ربما يكون ناتجاً من حالة من الضعف المعرفي، وأعني بذلك بعض المحدودية في الذكاء، وهذه أيضاً يستطيع الطبيب أن يقيمها، أقول لك بكل أمانة وصدق: هذا الابن يحتاج إلى تقييم، ما ذكرته لك يجب أن لا يزعجك أبداً، هذا من أصول الجودة الطبية والعمل المتقن فيما يخص العلاج والتشخيص.

المؤشرات كلها تدل أن هذا الابن ربما يكون ليس لديه مشكلة رئيسية، ولكن ما دمت ذكرت أنه يعيش حياة هادئة وطيبة، وهناك استقرار نفسي كامل في البيت، ويحس الطفل بالأمان، فهذا مهم جدّاً، فيجب أن نركز على الأسباب العضوية إن وجدت.

إذا لم توجد أسباب عضوية أو نفسية، فربما يكون هو نوع من التكاسل من جانب الطفل، هنا نبدأ في تحفيزه، وتحفيزه يكون عن طريق تطبيق طريقة إعطائه النجوم، وهي طريقة بسيطة ومعروفة لدى الأمهات، وهي أن تُثبت لوحة بالقرب من سريره أو فوق سريره، هذه اللوحة يُشرح له أنه سوف يُعطى نجمتان أو ثلاث في كل عمل إيجابي يقوم به، وسوف يُعطى ثلاث نجوم إذا لم يتبول على ملابسه، خاصة أن هذا الطفل يتبول وهو مستيقظ، وإذا تبول سوف يخسر عدد معين من النجوم، وفي نهاية الأسبوع يمكن أن يتم استبدال ما كسبه من نجوم بهدية بسيطة.

أخي الكريم! هذا الطفل من وجهة نظري أيضاً محتاج لأن يُشجع للذهاب إلى الحمام كل ثلاث إلى أربع ساعات، يكون هنالك وقت محدد نشعره فيه بضرورة الذهاب إلى الحمام، وهذا يجب أن يكون بصورة مشجعة ولطيفة، والقصد من ذلك أن نعود المثانة والصمامات التي تحبس السبيل أن تفتح في وقت معين، هذا نسميه بالارتباط الشرطي، وهذا يساعد الطفل كثيراً في التحكم في البول.

من الضروري أيضاً - أخي الفاضل الكريم - أن نعلمه أيضاً أن يجلس في دورة المياه لفترة أطول بعد انقطاع البول، ونجعله يدفع البول إذا كان هنالك أي بقايا منه، وهذا مهم جدّاً.

أخي الكريم! لابد أن ندربه وأن نشجعه على التمارين الرياضية، خاصة التمارين التي تقوي عضلة البطن مثل لعبة الحبل، هذه مفيدة جدّاً، والتشجيع والتحفيز له بصورة عامة، وأن لا نجعله يحس بالخجل، هذا أيضاً فيه خير كثير له، أرجو أن تتبع هذه الإرشادات التي ذكرناها.

أسأل الله له العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأن يجعله قرة عين لكما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً