السؤال
والداي منفصلان منذ كان عمري شهرين، تربيت مع أمي ذات الطبيعة المتسلطة بعيداً عن إخوتي الأكبر مني، فهم مع أبي، وكانت أمي تضربني لأتفه الأسباب وكثيراً ما تهددني بالطرد من البيت إذا أخطأت وتجمع لي ملابسي وتقول لي: اذهبي لأبيك ليربيك، وكانت تهددني بإخوتي فتقول لي بأنهم يكرهونني ويريدون إيذائي وكذلك أبي.
وفي مرة كنت أتحدث معها وكانت متضايقة ولكني لم ألحظ، فهددتني بالسكين وجرت ورائي وضربتني به في ظهري، إلا أنني لم أصب بسوء، وهي ترفض كل صديقاتي ولا تريدني أن أعرف سواها، وكثيراً تسبهن في التليفون ولا أستطيع أبداً توقع رد فعلها، فهي تقول لي: اذهبي للنزهة مع صديقاتك فإذا رفضت للبقاء معها قالت: أنت سيئة ومخادعة ولا تحبين الناس وتضحكين عليهم، وإذا ذهبت وعدت وجدتها غاضبة مني أشد الغضب، وإذا سألتها: ما بالها، قالت: اسألي نفسك! ويعلم الله أني لم أفعل شيئاً.
أما والدي فهو بخيل في مشاعره وماله وكل شيء، حتى إنه لم يكن يعرف في أي سنة أنا، وكانت علاقتي به شبه مقطوعة. وأمي تسيطر عليّ سيطرة كاملة حتى أصبحت الآن لا أستطيع التفكير، وعندما يسألني أحد عن رأيي في شيء أجد عقلي فارغاً كأنه صفحة بيضاء.
وأنا أعاني من عدم التركيز الشديد، وأحياناً يضبطني أحدهم وأنا أحدث نفسي بصوت عال أو أشيح بيدي مثلاً حتى في الشارع وأنا وحدي، وأعيش في عالم الخيال، وهي ليست أحلام يقظة وإنما مع أناس أسمعهم وأراهم بعقلي، أنا يغنيني أب وأم وإخوة عن العالم ولا يهمني مقاطعة الناس، وإذا وجدت وسطهم فلا أتحدث معهم ولا أراهم حتى، فعقلي في مكان آخر ولكني لدي القدرة على التمييز بين الواقع والخيال وإن كنت غارقة في الخيال.
وفي صغري لم أشعر بالأمان مرة واحدة، فعند النوم بجانب أمي أضع يدي على ظهرها لأتأكد أنها حية ولم تمت كما تهددني، وأخاف أن أعطيها ظهري وإلا قتلتني، وكانت لا تفهم أبداً أي شيء مني وكنت أحاول التفاهم معها بالهدوء وهي في غاية البرود وعدم التفهم والسخرية، وكانت تقول لي: لا تتحدثي مع بنات خالاتك ولا أي أحد، فأنت ستفسدين أخلاقهن! ويعلم الله أني ملتزمة دينياً وكنت فقط أحدثهن في الحجاب أو ما شابه.
والآن أنا أكره أمي وأبي، وإخوتي كلهم سافروا بالخارج بعيداً عنهما، وأنا لا أحب الزواج، أرفضه لأنني لا أستطيع أن أتحمل اللمس من أي إنسان حتى صديقاتي، وأشعر كأنها كهرباء.
ذهبت إلى معالج نفسي منذ سنة، ولكن لا أستطيع الكلام معه وأظل صامتة وعقلي فارغ تماماً كأنه صفحة بيضاء، أنا لم أنس ولكن عنده لا أستطيع الكلام، وإذا حاول الضغط علي وجدتني في حالة قلق فظيعة لا أستطيع التقاط أنفاسي ولا أستطيع سماعه أو رؤيته، ولا تفلح معي طرق الاسترخاء، فحاول معي بالرسم والطرق الإسقاطية وأخبرني أنني لدي اكتئاب حاد.
ولكن سؤالي: هل أنا شخصية فصامية بسبب طرق تربيتي؟ لقد استمررت حوالي 6 شهور لا أكلم أحداً، ولا أذهب إلى عملي، وكان وزني 68 كجم نقص في 3 شهور إلى 53 كجم. هل أنا في حاجة لعلاج دوائي، مع أنني لا أريده وأفضل الموت عليه؟ وهل أستمر في العلاج النفسي؟
وسؤالي الأساسي: أنا أكره أبي وأمي لا أريد رؤيتهم ولكني أعيش معهم، وإن كنت أزور أبي مرة واحدة في الأسبوع ولمدة قليلة، وأرفض تدخله في أموري فهو لم يهتم بي في صغري فلن أسمح له بالتدخل الآن، وأعيش مع أمي ولكني أهرب منها إلى الخروج دائماً ولا أتكلم معها أبداً، فأنا أخافها جداً حتى الآن ولا أحب أوامرها ولكني لا أسبها ولا أتطاول عليها، ولكنها لا ترضى فهي صعبة المراس ولا شيء يرضيها، وإذا وجدت لدي مالاً تحاول استنزافي بأي شكل، استنزاف مشاعري ومالي وكل شيء، هل أنا عاقة لهما؟
أنا أعطيها من مالي إذا تمكنت ولكني لا أملك الكثير، وأنا عمري (24) سنة، هل ربي غاضب؟ والله! أنا أدعوه ليل نهار أن يعينني على برهما، ساعدوني أرجوكم لأخلص من عذاب ضميري، فأنا أرى أن الله لن يتقبل مني أي عمل وأمي دائماً تدعو على أن يغضب علي الله وأن يعاقبني في أبنائي أنا وإخوتي، والله يعلم أني لا أعقها ولكني لا أستطيع أن أحبها.