السؤال
أنا فتاة أبلغ من العمر 36 عاماً، متدينة والحمد لله، وقد أديت فريضة العمرة 7 مرات، وأسأل الله أن يتقبلها مني، أؤمن إيماناً تاماً بأن الله إذا رضي على عبده ييسر له أمره، خُضت تجربة خطوبة فاشلة قبل سبع سنوات، وطُلقت قبل الزفاف لاكتشافي أموراً تنافي ديني، مثل عدم تحمله المسئولية، وعدم إبلاغي بمرضه (سرطان في العظم) كل أمنيتي أن يكتب الله لي الستر والزواج في هذه الدنيا، وأن يكون حسب الأصول، ولكن وبحكم عملي المختلط (وظيفة حكومية) لا يتقدم لي إلا الشبان الذين هم أصغر مني سناً، وعندما يعرفون بالعمر يتفاجئون ثم يطلبون أولاً التقابل قبل مجيئهم منزلنا (عندنا في الأردن يظن الشاب أنك إذا دخلت البيت ولأول مرة لخطبة فتاة يجب أن تكون موافقة عليك، لذلك يجب أن يتعرف عليها جيداً قبل دخوله منزلها بعكس عاداتنا في سوريا) فأنا شامية الأصل وخليجية المولد والتربية، وأعيش حالياً في الأردن، الأمر الذي وضعني في حيرة أمام انتقاد كل من حولي بأني شديدةٌ في الدين، وغير مواكبة لتطورات العصر، وأن المطلوب مني أن أقابلهم بما يرضي الله، وبعد أن خضعت لآراء من حولي وفتحت عن نفسي الحصار الذي فرضته على نفسي بعد فشلي بخطوبتي قابلت شاباً ووجدت نفسي أقع في صراع بين رضا الله وبين تطورات العصر، وخصوصاً بأنه لم يبق لي من الوقت للزواج والإنجاب، وسؤالي: هل غضب علي ربي، خصوصاً بأن هناك 4 شبان أصغر مني سناً، والكل له نية الزواج، والكل يقول بأنني لست كالأخريات؛ لالتزامي بالأخلاق الحميدة وتمسكي بالعفاف، وبأني أصغر من عمري، لدرجة أني أصبحت أشك في نفسي وأجد نفسي مخادِعة؟ وما أذهلني هو ملاحظة الطبيب وهو يقول لي: هل أنتِ متأكدة بأن عمرك 36 عاماً? هل هذا عقاب من ربي؟
كل ما أتمناه هو أن يسترني ربي، ولكن مع ديني وكثرة تقربي لله أجد نفسي محبوبة أكثر للشبان الصغار، الأمر الذي يشعرني بأني معاقبة في الدنيا ولن أُستر فيها أبداً، لقد أصبحت أكره نفسي وأخاف أن أفقد ثقتي بالله، وأدعو الله أن يثبتني على دينه، والمشكلة أن الكل يقولون بأني شيخة -وأنا بريئة بدرجة كبيرة- لكثرة تديني وتمسكي بالمبادئ الحميدة، وما أشعر به حقاً هو أني كافرة خصوصاً عندما أحزن كثيراً من وضعي أعاتب ربي بشده، ولشدة يأسي أضعف وأفقد الثقة خصوصاً عندما يوسوس لي الشيطان أن أخلع الحجاب، وأن ربي لا يحبني بدليل عدم الاستجابة لطلبي، وخصوصاً أني شديدة في الدين والالتزام بالعفة والأخلاق، ثم أمضي بقية الليالي أقيم الليل وأبكي عسى أن يقبل الله توبتي، ثم أضعف وتتكرر الأحوال أكفر وأتوب وأوعد بأني لن أعود ثم أيأس وأعاتب، ويزداد شعوري بأني لن أُستر في هذه الدنيا، وبأني يجب أن أكون كالفتيات حتى تسير أموري (أستغفر الله العظيم) لأني ما أريده هو الصواب، أريد التوبة فقط، وأن يرضى الله عني، وييسر لي أمري.
هل أنا كافرة فعلاً؟ ولماذا لا يرضى الله عني؟ فإن كل ما أفعله هو الصواب ومع ذلك لا أحصل على ما أريد .
هل هذا عذاب من ربي؟ فقد تقدم لي من هم أصغر مني بـ 10 سنوات و7 سنوات و8 سنوات و5 سنوات و3 سنوات، لدرجة أني أصبحت أشك في نفسي كثيراً .
أرجو المساعدة، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
وآسف على الإطالة.