
جراح توالي نزفها وخريرها
![]() وأنَّات شاك ليس يُدرى مصيرها
![]() وآهات مكظوم تُترجم محنةً
![]() تأجَّج في عمق الحنايا سعيرها
![]() وولولة يغزو الفضاء شهيقها
![]() ويمتد في عرض السماء زفيرها
![]() علام؟ على القدس المعنَّى تحوطه
![]() عصابة سوء لا تنام شرورها
![]() طغت وبغت واستعذبت كل مأثم
![]() وهل أرهق الأيام إلا فجورها
![]() لصوص ترى في الليل خلعة فاجر
![]() وكم خلعة تحمي الجناة ستورها
![]() ضمائرها موتى وأخلاقها قذىً
![]() ومنهجها ظلم الحياة وزورها
![]() ذئاب ترى العدوان دينًا ومذهبًا
![]() تضجُّ لها أكواخها وقصورها
![]() فتحصد أرواحا وتفرغ آمناً
![]() وتسفك أدماءً عزيزًا يسيرها
![]() إذا زرتها يوما وقد شفَّك الضنى
![]() فزائرها راث لها ومزورها
![]() ونحن بني الإسلام في غفلاتنا
![]() ومن حولنا الأهوال باد سفورها
![]() ومسجدنا الأقصى يناشد أمة
![]() موزعةً كي يستجيب غيورها
![]() يقولون آساد الحمى ورعاته!!
![]() إذا صحَّت الدعوى فأين زئيرها؟
![]() إليكم بني الإسلام قولة ناصح
![]() تهز قلوب الغافلين سطورها
![]() أنحيا وفينا فرقة وتمزق
![]() حياة لعمر الحق جفت زهورها
![]() نقيم بأرض أنبتت كل ماجد
![]() فكيف رمتنا بالضباب جحورها
![]() وقلنا سماء العز فوق رؤوسنا
![]() فكيف هوت عقبانها وصقورها
![]() أنحيا وفي الأقصى انقباض وذلة
![]() لتلك حياة مات فيها ضميرها
![]() وأفتح عيني إذ أراه محرَّرًا
![]() فأقطع آفاق الدجى وأُطيرها
![]() إلى ساحه أسرى البراق وحوله
![]() تسابيح من وحي السماء صدورها
![]() سنفنى ليبقى شامخ الرأس عاليًا
![]() بمئذنة يمحو الدياجر نورها
![]() وتفديه أرواح غوال كرائم
![]() على الله في ساح الفداء أجورها
![]() إلى سُدَّة الأقصى بعثت تحيتي
![]() من المهجة الولهى يفوح عبيرها
![]() وأبعث أشواقي رسائل آمل
![]() يعيد صداها نظمها ونثيرها
![]() إليك .. وما أنفكُّ أجتاز رحلةً
![]() يشق على غير المشوق عبورها
![]() وهل تستوي الأيام لينًا وقسوةً؟
![]() وهل يتساوى ظلها وحرورها
![]() فداؤك (إن عزَّ الفداء) نفوسنا؟
![]() وكل مُناها أن يُفكَّ أسيرها
![]() ولا بد أن تنجاب عنك سحابة
![]() ويأتي بما سرَّ النفوس بشيرها
![]() |
.........................................
المصدر : مجلة " الأمة " . العدد : 55