تقديرهم يزيدهم نجاحًا
12/02/2004| إسلام ويب
خالد وسعد طفلان في السابعة من العمر، يعيش كل منهما مع والديه اللذين يحبانهما كثيرًا ويحرصان على تربيتهما ليصبحا ناجحين في مستقبل حياتهما. عندما يستيقظان في الصباح، يستعد كل منهما للذهاب إلى المدرسة بطريقة مختلفة. أول كلمة يسمعها خالد قول أمه: "خالد.. قم من النوم.. سوف تتأخر عن المدرسة مرة أخرى". يستيقظ خالد، يرتدي ملابسه باستثناء الحذاء، ثم يأتي لتناول الإفطار، تقول أمه: "أين حذاؤك يا خالد ! هل تريد الذهاب إلى المدرسة حافيًّا ؟! ماذا حدث لزرار ثوبك؛ إنه على وشك السقوط.. بدَّل ثوبك بعد الإفطار، فأنا لا أريد أن يذهب طفلي إلى المدرسة بثوب دون أزرار.. انتبه وأنت تصب العصير في الكأس، لا تسكبه على الطاولة مثل كل يوم !".
عندما صب خالد العصير انسكب جزء منه على الطاولة. غضبت أمه وقالت وهي تمسح الطاولة: "لا أدري ماذا أفعل بك ؟" تمتم خالد بكلمات غير واضحة.. سألته أمه: "ماذا تقول؟ ها قد بدأت في التسخط كعادتك عندما تخطئ".
أنهى خالد إفطاره وتوجه نحو الخارج ليدرك حافلة المدرسة. نادته أمه بصوت عالٍ: "خالد.. لقد نسيت وجبتك، يبدو أنك ستنسى رأسك لو لم يكن مثبتًا بعنقك". ناولته الوجبة وأضافت: "كن مؤدبًا اليوم في المدرسة"، ثم قبلته.
سعد، الذي يسكن في منزل مجاور لخالد، كانت أول كلمة يسمعها قول أمه: "سعد، الساعة الآن السابعة، هل تستيقظ الآن أم أتركك خمس دقائق؟". تقلب في فراشه وقال: "خمس دقائق". أوقظته أمه بعد خمس دقائق، أتى إلى طاولة الطعام لتناول الإفطار مرتديًّا جميع ملابسه باستثناء الحذاء. قالت أمه: "ما شاء الله، ارتديت جميع ملابسك ولم يبق سوى الحذاء.. يبدو أن زرار ثوبك يوشك أن يقع، هل تريد أن أصلحه وأنت تفطر أو تبدله بعد الإفطار؟" فكر سعد للحطة وقال: "أغيره بعد الإفطار".
جلس سعد على الطاولة وصب العصير في كأسه وانسكب جزء منه على الطاولة. قالت أمه: "قماش التنظيف بجوار المجلس"، واستمرت في إعداد وجبته. أحضرها سعد ومسح العصير المنسكب. تحدث مع أمه لبعض الوقت وهو يفطر، وبعدما انتهى بدل ثوبه ولبس حذاءه وأخذ حقيبته وتوجه نحو الباب. نادته أمه: "سعد.. الوجبة" عاد إلى المطبخ وتناولها من أمه وشكرها، قبلته وقالت: "مع السلامة".
خالد وسعد يذهبان للمدرسة نفسها، ويدرسهما المدرس نفسه..
قال المدرس للطلاب: "سنقيم حفل نهاية العام الأسبوع القادم ونحتاج إلى متطوعين. طالب يرسم لوحة ترحيبية للضيوف ، وآخر يقدم العصير لهم، وثالث يدعو بقية الفصول لحضور الحفل.. فمن يتطوع ؟". بعض الأطفال رفعوا أيديهم، وبعضهم رفعها مترددًا، والبقية لم يرفعوا أيديهم على الإطلاق.
من يا ترى سيرفع يده.. خالد أم سعد؟!
ما العلاقة بين شعور الأطفال بالتقدير واستعدادهم لتحمل تحديات النجاح أو الفشل؟ هناك بلا شك أطفال يستطيعون تجاوز مشاعر عدم التقدير أو التقليل من شأنهم وقدراتهم التي يتعرضون لها في بيوتهم، ويستطيعون مواجهة التحديات بجدارة.
كما أن أطفالاً آخرين يعاملهم أهلهم باحترام وتقدير ولكنهم - أي الأطفال - يشكون من قدراتهم على مواجهة التحديات ويخشون الفشل.
لكن المؤكد أن معظم الأطفال الذين يعيشون في بيوت تحترم قدراتهم وتقدرها يكونون مهيئين لتحمل مصاعب الحياة ومواجهة تحديات النجاح والفشل أكثر من أقرانهم الذين لا يجدون مثل هذا التقدير والاحترام ، إضافة إلى ذلك ، فإنهم عادة ما تكون طموحاتهم أكبر، وأهدافهم أعلى من أقرانهم لأنهم جربوا الاعتماد على أنفسهم منذ سن مبكرة ، وجربوا النجاح والفشل واستطاعوا الاستفادة من تلك التجارب دون خوف أو رهبة من العقاب أو التأنيب.. ولذلك فإنهم لا يخشون التحديات ويسعون بقوة لتحقيق أهدافهم في مستقبل حياتهم.
www.islamweb.net