أول طريق للنجاح في الحياة هو نجاحكِ في إدارة ذاتك، وبراعة التعامل مع نفسك بواقعية ومنهجية. فالفشل في إدارة الذات أول طريق الفشل في الحياة على المستوى الفردي والجماعي، وربما يؤدي إلى الفشل في الآخرة والعياذ بالله، قال تعالى: {إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد: ١١].
الطريق من هنا
• الحياة الإنسانية نتاج فكر الإنسان وعقله، وهما المحرك الرئيسي للأفعال، فالتفاؤل دون عمل كالاستمرار في دعاء الله بإحياء ميت. والإيجابية لا تعني إنكار الصعوبات وتجاهلها وإنما تعني طرح الإحباط والانكسار أمامها، والمؤمن يعرف يقينا معنى قوله تعالى: {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً}، وكذلك فالإيجابية تدعونا لنتعلم من الإخفاقات ونلقيها خلف ظهرنا فلا نعيش معها ونتباكى عليها طيلة حياتنا، قال الله تعالى: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا عَلَى مَا فَاتَكُمْ وَلَا تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ} [الحديد: ٢٣].
• أكثر الناس عندما يحاولون تغيير أنفسهم يبدءون بالسلوك، فإذا ما أراد السِّمان تخفيف أوزانهم، فإنهم يأخذون مباشرة ببرامج الحمية وممارسة التمارين الرياضية، وهم يحققون نجاحا لفترة زمنية، لكن تدريجيا يبدؤون بالتراخي إلى أن يرجعوا إلى الوزن الذي كانوا عليه سابقا .. هذا لأن معظمنا أميون نفسيا، ولا نعرف كيف نستفيد من قوانا الذهنية التي وهبنا إياها الله.
فالمفتاح إلى تحقيق النجاح في عملية التغيير ليس بتغيير سلوكياتنا لكن بتغيير الصورة العالقة في أذهاننا التي من خلالها يتمكن سلوكنا من تبني صورة أخرى جديدة. ولذلك فإننا سنختم في اللاشعور هذه الصورة الذهنية الجديدة بالنسبة لوزننا الجديد. وفيما تكون الصورة قد ارتسمت وختمت فإننا تلقائيا ودون عناء وجهد نجد أنفسنا نأكل أقل ونتمرن إلى أن نصل إلى الوزن المثالي دون رجعة للسمنة.
• في كل واحد منا صفات ضعف وصفات قوة، وأنت أعلم الناس بحقيقة نفسك، فأنت وحدك الذي تستطيع توجيه ما تملك من صفات القوة لإنجاح حياتك، وتنأي عن نقاط الضعف في شخصيتك.
• بدون شيء من الانضباط لا يصلح الإنسان لشيء! يصبح إنسانا فاقد الأهلية .. فاقد الهوية .. تسيره أهواؤه ونزواته .. لا يؤمن بالقيم ولا بالمثل ولا بالدين .. فهو متحلل من كل التزام، خارج عن كل نظام، لا وزن له في الحياة.
• قاوم رغبتك الملحة في الهرب من القيام بأعبائك إلى المتعة واللهو، وأحسن استغلال كل وقت لما خصصته.
• عود نفسك على تحديد أهداف لكل عمل تنوي القيام به، وقسمها إلى أهداف خاصة وأخرى عامة حتى يسهل عليك متابعة ما تحقق منها، وإبدالها بأهداف أخرى إن صعب عليك تحقيقها، مع بسط المهام الصعبة وإنجازها على مراحل ليسهل إتمامها بنجاح.
• أكثر الناس نجاحاً هم الأكثر مرونة، ففي المرونة قوة لا يدركها الكثيرون.
• علينا دوما أن نتفهم مواقف الآخرين، وأقصر الطرق لذلك أن نتخيل أنفسنا مكانهم وننظر بعيونهم.
• ينبغي الثقة التامة بإمكانياتنا ومقدرتنا على النجاح وتجنب الاعتقادات السلبية .. فبعض الناس -مثلا- يبخلون في الثقة بالآخرين مما يجعلهم متشككين دوماً في نوايا الغير.
• احذر من الخيال الجامح ومن التشاؤم المفرط، وكن وسطاً، وزاوج بين الخيال والواقع، فلا تتوقع أنك ستغير الكون من حولك بقدراتك المحدودة، فما أنت إلا جزء من آلة تساهم في إحداث التغيير.
• كن على قناعة تامة بأن ما نجنيه في المستقبل هو نتاج عمل اليوم.
• لا يوجد فشل بل توجد طريقة غير سليمة يمكن التعديل فيها أو تغييرها جذريا. فواجه نتائج أعمالك بشجاعة ومسؤولية وصبر وثبات، واحتسب كل ما يصيبك عند الله تبارك وتعالى، واعلم أنه ما أصابك لم يكن ليخطئكِ، وما أخطأكِ لم يكن ليصيبكِ. رفعت الأقلام وجفت الصحف، ويقول الحق تبارك وتعالى:{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: ١٠].
• الفشل مرة لا يعنى نهاية الطريق، ولذلك ينبغي إعادة المحاولة أو تغيير الطريقة، ويكفي أن نعلم أن كثيراً من العباقرة توصلوا لاختراعاتهم عبر محاولات عديدة لم يكتب لها النجاح، وكما يقول المثل: "العثرة تصلح المشي".
الناجح والفاشل
• الناجح يساعد الآخرين، والفاشل يتوقع المساعدة من الآخرين.
• الناجح يقول: "الحل صعب لكنه ممكن"، والفاشل يقول: "الحل ممكن ولكنه صعب".
• الناجح شعاره: "عامل الناس كما تحب أن يعاملوك"، والفاشل شعاره: "اخدع الناس قبل أن يخدعوك".
• الناجح يختار ما يقول، والفاشل يقول دون أن يختار.
• الناجح يناقش بقوة وبلغة لطيفة، والفاشل يناقش بضعف وبلغة فظة.
• الناجح يتمسك بالثوابت ويتنازل عن الصغائر، والفاشل يتشبث بالصغائر ويتنازل عن الثوابت.