انطلقت عصر اليوم بجامع الإمام محمد بن عبدالوهاب الجلسات الحوارية للبرنامج الرمضاني / وأمنهم من خوف/ الذي تنظمه وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية .
ويستضيف البرنامج على مدى تسع حلقات نخبة من العلماء والمفكرين والدعاة من داخل قطر وخارجها لمناقشة أهم القضايا المطروحة على الأمة الإسلامية في الوقت الراهن.
وخصصت الجلسة الحوارية لليوم الأول من البرنامج والتي استضافت الشيخ الدكتور موافي عزب مستشار شؤون الأسرة والشباب بالشبكة الإسلامية / إسلام ويب/ والشيخ الدكتور عادل حسن الحمد الأكاديمي والداعية البحريني- للحديث عن قيمة الزمن وأهميته في حياة الأمة والمعالم الأساسية لبرنامج المسلم في هذا الشهر الكريم.
وتطرقت الجلسة إلى قيمة الزمن في الرؤية الإسلامية وارتباطه بالغاية من الخلق وهي العبادة واعتبار الوقت مسؤولية كبرى وأمانة لدى الإنسان يسأل عنها يوم القيامة.
وفي هذا الإطار قال الشيخ الدكتور عادل الحمد إن الزمن في حياة المسلم هو كل شيء وإذا ذهب فلن يعود أبدا داعيا إلى اغتنامه بالعبادة بمفهومها الشامل ليتحقق مراد الله من الخلق.
وأشار إلى تفضيل الله لبعض الأزمنة ومن ذلك تفضيله لشهر رمضان الذي ترتفع فيه قيمة الأعمال التعبدية من صلاة وصيام وصدقة وقراءة للقرآن والسعي في مصالح العباد .
من جانبه حث الشيخ الدكتور موافي عزب الإنسان المسلم على تنظيم يومه وحياته " للدين والدنيا معا" معتبرا رمضان برنامجا إسلاميا متكاملا تتضح فيه الصورة الشاملة والمتكاملة للعبادة .
ونبه المتحدثان في هذا السياق إلى أن مفهوم العبادة لا يتوقف على الشعائر التعبدية من صلاة وصوم وقراءة للقرآن فقط ولكنه مفهوم شامل وواسع " لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأعمال الظاهرة والباطنة " كما بينه علماء الأمة.
وحذر الدكتور الحمد في هذا السياق من المفاهيم التي تكرس الصورة الضيقة للعبادة لحصرها في عدد من الشعائر ..وقال " العبادة مفهوم شامل متكامل وهناك عبادات تنفع صاحبها فقط وأخرى يتعدى نفعها للمجتمع والأمة وعلى الوعاظ والدعاة تبيان ذلك للناس ".
بدوره اعتبر الدكتور موافي عزب أن الإيمان القوي هو المدخل لاستقامة الحياة كلها وهو منبع لكل فضيلة ودافع لكل الأعمال الخيرة التي تنفع الأمة وتحقق الأمن النفسي والاجتماعي وتخلق المجتمع الراشد الحضاري .
كما دعا المتحدثان إلى جعل شهر رمضان محطة إيمانية تتجسد فيها قيم التكافل والتراحم بين أفراد الأمة التي تعيش اليوم أزمات معقدة وحروب وفقر وتهجير .
يشار إلى أن برنامج "وآمنهم من خوف" يتضمن تسع جلسات حوارية تناقش قضايا الأمن الثقافي من منظور إسلامي، وما يرتبط بها من مواضيع مثل واقع الخطاب الديني الإسلامي، والتعليم الديني الإسلامي، وسبل مكافحة خطاب الكراهية، والتطرف وموقف الإسلام منه والتحديات التي تواجه العالم الإسلامي ومسألة العيش المشترك والعلاقات المجتمعية، وأهمية العبادة وقيمة الزمن في حياة المسلم.
وحرصت الوزارة على استضافة نخبة من العلماء والمفكرين من داخل قطر وخارجها لمناقشة هذه القضايا المهمة للأمة الإسلامية وفق منهج وسطي معتدل ورؤية تأصيلية هادفة، كما تفسح مجال الحوار البناء وفتح باب الحور سواء للحاضرين تلك الجلسات من الدعاة والمفكرين أو من خلال حسابات البرنامج على مواقع التواصل الاجتماعي فيس بوك وتويتر.