4191 - حدثنا ، عن إسحاق بن إبراهيم الدبري عبد الرزاق ، عن معمر ، عن ، عن الزهري عمرو بن أبي سفيان الثقفي ، عن ، قال : أبي هريرة عاصم بن ثابت ، وهو جد [ ص: 222 ] عاصم بن عمر ، فانطلق حتى إذا كانوا ببعض الطريق بين عسفان ومكة ، نزولا ذكروا لحي هذيل يقال لهم بنو لحيان ، فتبعوهم بقريب من رجل رام فاقتصوا آثارهم حتى نزلوا منزلا ، فوجدوا فيه نواة تمر تزودوه من تمر المدينة ، فقالوا : هذا من تمر يثرب ، فاتبعوا آثارهم حتى لحقوهم ، فلما آنسهم عاصم بن ثابت وأصحابه لجئوا إلى فدفد وجاء القوم فأحاطوا بهم ، فقالوا : لكم العهد والميثاق إن نزلتم إلينا أن لا نقتل منكم رجلا ، فقال عاصم بن ثابت : أما أنا فلا أنزل في ذمة كافر ، اللهم أخبر عنا رسولك ، قال : فقاتلوهم فرموهم حتى قتلوا عاصما في سبعة نفر ، وبقي خبيب بن عدي وزيد بن دثنة حتى باعوهما بمكة ، واشترى خبيبا بنو الحارث بن عامر بن نوفل ، وكان قتل الحارث يوم بدر ، فمكث عندهم أسيرا حتى إذا أجمعوا على قتله استعار موسى من إحدى بنات الحارث ، فأعارته ليستحد بها قال : فغفلت عن صبي لي ، فدرج إليه حتى أتاه ، قالت : فأخذه فوضعه على فخذه ، فلما رأته فزعت فزعا عرفه في والموسى في يده ، فقال : أتخشين أن أقتله ؟ ما كنت لأفعل إن شاء الله ، قال : فكانت تقول : ما رأيت أسيرا خيرا من خبيب ، لقد رأيته يأكل من قطف عنب ، وما بمكة يومئذ من ثمرة ، وإنه لموثق في الحديد ، وما كان إلا رزق رزقه الله إياه ، قال : ثم خرجوا به الحرم ليقتلوه ، فقال : دعوني أصلي ركعتين ، فصلى ركعتين ، ثم قال : لولا أن ترون أن ما بي جزع من الموت لزدت ، فكان أول من سن الركعتين عند القتل هو ، ثم قال : اللهم أحصهم عددا ، ثم قال :
يبارك على أوصال شلو ممزع ولست أبالي حين أقتل مسلما على أي شق كان في الله مصرعي وذلك في ذات الإله وإن يشأ