[ طريق معرفة الإدراج ] واعلم أن إما باستحالة إضافته إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - كقول الطريق لمعرفة الإدراج في حديث : أبي هريرة - ما نصه : للعبد المملوك أجران . والذي نفسي بيده ، لولا الجهاد في سبيل الله وبر أمي ، لأحببت أن أموت وأنا مملوك
[ ص: 302 ] وقول كما جزم به ابن مسعود في حديث : سليمان بن حرب - ما نصه : " وما منا إلا " ، أو بتصريح صحابيه بأنه لم يسمعه من النبي - صلى الله عليه وسلم - ; كحديث الطيرة شرك : سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول : ابن مسعود قال : وأخرى أقولها ولم أسمعها منه : ( من جعل لله ندا ، دخل النار ) ، أو بتصريح بعض الرواة بالفصل بإضافته لقائله ، ويتقوى الفصل باقتصار بعض الرواة على الأصل ; كحديث التشهد ، وثالثها أكثرها . من مات لا يجعل لله ندا ، أدخله الجنة
وما أحسن صنيع مسلم ; حيث أخرج حديث عبد الأعلى عن داود عن عن الشعبي علقمة عن في مجيء داعي الجن إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وذهابه معهم ، وقراءته عليهم القرآن . ابن مسعود
قال : ابن مسعود إلى آخره . فانطلق بنا ، فأرانا آثارهم ، وآثار نيرانهم ، وسألوه الزاد ، فقال : " لكم كل عظم . . .
ثم رواه من جهة إسماعيل بن إبراهيم عن داود ، وقال بسنده إلى قوله : ( وآثار نيرانهم ) - : قال : ( وسألوه الزاد . . . . ) إلى آخره ، فبين أنه من قول الشعبي منفصلا من حديث عبد الله . الشعبي
ثم رواه من حديث عن عبد الله بن إدريس داود به بدون ذكر " وسألوه . . . . " إلى آخره ، لا متصلا ولا منفصلا .
[ ص: 303 ] ولكن الحكم للإدراج بها مختلف ، فبالأول قطعا ، وبباقيها بحسب غلبة الظن للناقد ، بل أشار ابن دقيق العيد في الاقتراح إلى ضعفه ; حيث كان أول الخبر ; كقوله : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : ، أو أسبغوا الوضوء من مس أنثييه لا سيما إن جاء ما بعده بواو العطف ، وكذا حيث كان في أثناء اللفظ المتفق على رفعه ، وكذا قال في الإمام له - : إنما يكون الإدراج بلفظ تابع يمكن استقلاله عن اللفظ السابق . انتهى .
وكأن الحامل لهم على عدم تخصيص ذلك بآخر الخبر تجويز كون التقديم والتأخير من الراوي ; لظنه الرفع في الجميع ، واعتماده الرواية بالمعنى ، فبقي المدرج حينئذ في أول الخبر وأثنائه بخلافه قبل ذلك .
وإلى نحوه أشار الناظم في شرح الترمذي وقال : وإن الراوي رأى أشياء متعاطفة ، فقدم وأخر ; لجواز ذلك عنده ، وصار الموقوف لذلك أول الخبر أو وسطه ، ولا شك أن الفاصل معه زيادة علم فهو أولى ، وبالجملة فقد قال شيخنا : إنه ، إذا قام الدليل المؤثر [ على ] غلبة الظن . لا مانع من الحكم على ما في الأول أو الآخر أو الوسط بالإدراج
وقد قال أحمد : كان يقول في الحديث : يعني كذا وكذا ، وربما طرح " يعني " ، وذكر التفسير في الحديث ، وكذا كان وكيع يفسر الأحاديث كثيرا ، وربما أسقط أداة التفسير ، فكان بعض أقرانه دائما يقول له : افصل كلامك من كلام النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى غير ذلك من الحكايات . الزهري
ومن أن يشترك جماعة عن شيخ في رواية ، ويكون لأحدهم زيادة يختص بها ، فيرويه عنهم راو بالزيادة من غير تمييز ، كرواية مدرج المتن عن الأوزاعي ، [ ص: 304 ] عن الزهري ، أبي سلمة بن عبد الرحمن ، وسعيد بن المسيب ، ثلاثتهم عن وأبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث - حديث : أبي هريرة ، وفيه : لا يزني الزاني . ولا ينتهب نهبة
فجملة " النهبة " إنما رواها عن الزهري أبي بكر خاصة ، بل روى أيضا عن الزهري عبد الملك بن أبي بكر ، عن أبيه أبي بكر المذكور ، أن كان يلحقها في الخبر ، أي من قوله . أبا هريرة