103 - وسم بالمقطوع قول التابعي وفعله وقد رأى 104 - تعبيره به عن المنقطع للشافعي
قلت وعكسه اصطلاح البردعي
ويجوز في جمعه المقاطيع والمقاطع بإثبات التحتانية وحذفها اختيارا ; كـ ( المسانيد ) و ( المراسيل ) ، لكن المنقول في مثل ( المقاطيع ) عن البصريين سوى الجرمي الإثبات جزما ، والجرمي مع الكوفيين في جواز الحذف ، واختاره ابن مالك .
(
وسم بالمقطوع قول التابعي وفعله
) ; حيث لا قرينة للرفع فيه ، كالذي قبله ; ليخرج ما هو بحسب اللفظ قول تابعي أو صحابي ، ويحكم له بالرفع للقرينة ; كما سيأتي قريبا في سادس الفروع .وبذلك يندفع منع إدخالهما في أنواع الحديث بكون أقوال الصحابة والتابعين ومذاهبهم لا مدخل لها فيه ، بل قال الخطيب في جامعه : إنه يلزم كتبها والنظر فيها ; ليتميز من أقوالهم ، ولا يشذ عن مذاهبهم .
قلت : لا سيما وهي أحد ما يعتضد به المرسل ، وربما يتضح بها المعنى المحتمل من المرفوع .
وقال الخطيب في : جعلها كثير من الفقهاء بمنزلة المرفوعات إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - في لزوم العمل بها ، وتقديمها على القياس وإلحاقها بالسنن . انتهى . الموقوفات على الصحابة
ومسألة الاحتجاج بالصحابي مبسوطة في غير هذا المحل ، ثم إن شيخنا أدرج في المقطوع ما جاء عمن دون التابعي ، وعبارته : ومن دون التابعي من أتباع التابعين فمن بعدهم فيه ، أي : في الاسم بالمقطوع مثله ، أي : مثل ما ينتهي إلى التابعي .
( وقد رأى ) أي : ( ابن الصلاح ) رحمه الله ( تعبيره به ) أي : [ ص: 140 ] بالمقطوع ( عن المنقطع ) أي : الذي لم يتصل إسناده ، ولكنه وإن كان سابقا حدوث الاصطلاح ، فقد أفاد للشافعي أنه رأى ذلك أيضا في كلام ابن الصلاح وغيره ممن تأخر ، يعني الطبراني ، كالدارقطني والحميدي ، وابن الحصار ; فالتعبير بالمقطوع في مقام المنقطع موجود في كلامهم أيضا .
( قلت : وعكسه ) أي : عكس ما ومن معه ( اصطلاح ) الحافظ الثقة للشافعي ) - بإهمال داله ، نسبة أبي بكر أحمد بن هارون بن روح البرديجي ( البردعي لبردعة ، بلدة من أقصى بلاد أذربيجان ، بينها وبين برديجة أربعة عشر فرسخا - المتوفى في رمضان سنة إحدى وثلاثمائة ( 301 هـ ) .
حيث قال في جزء له لطيف تكلم فيه على المنقطع والمرسل : المنقطع هو قول التابعي . وهذا - وإن حكاه - فإنه لم يعين قائله ، بل قال - كما سيأتي في المنقطع - ، وحكى ابن الصلاح الخطيب عن بعض أهل العلم بالحديث أن المنقطع : ما روي عن التابعي أو من دونه ، موقوفا عليه من قوله أو فعله . وحينئذ فهو أعم .
ولكن قال : إنه غريب بعيد ، ويشبهه أن يكون سلف شيخنا فيما أسلفته عنه قريبا . ابن الصلاح