851 - وصنفوا في سابق ولاحق وهو اشتراك راويين سابق 852 - موتا كزهري وذي تدارك
كابن دويد رويا عن مالك 853 - سبع ثلاثون وقرن وافي
أخر كالجعفي والخفاف
( وصنفوا ) كالخطيب ثم الذهبي ( في سابق ولاحق ، وهو اشتراك راويين سابق ، موتا ، ( و ) لاحق ( ذي تدارك ) للسابق ; ( كزهري ) وهو محمد بن مسلم بن شهاب كابن دويد ) بمهملتين ، مصغر ، هو زكريا الكندي ، فإنهما ( رويا ) جميعا ( عن و ( سبع ) بسين مهملة ثم موحدة و ( ثلاثون ) من السنين ، ( وقرن وافي ) ; أي : تام ( أخر ) بضم أوله مالك ) بن أنس ابن دويد بها عن ; فإنه كانت وفاته في سنة نيف وستين ومائتين ، الزهري مات في سنة أربع وعشرين ومائة ، ولكن التمثيل والزهري بابن دويد غير جيد ، فقد كان كذابا رمي بالوضع ، والصواب أن آخر الرواة عن مالك - كما قاله المزي - ، لكن لا تبلغ المدة بينه وبين أحمد بن إسماعيل السهمي ذلك ; فإن الزهري السهمي كانت وفاته في سنة تسع وخمسين ومائتين ( 259هـ ) ، فيكون بينه وبين مائة وخمسة وثلاثون سنة ، الزهري والسهمي وإن كان ضعيفا أيضا فإن أبا مصعب شهد له أنه كان يحضر معهم العرض على مالك ، قال : ولقد حظي ابن الصلاح مالك بكثير من هذا النوع .
و ( كالجعفي ) بضم الجيم ثم عين مهملة وفاء ، كما سلف في آداب طالب الحديث ، وهو ، ( و ) محمد بن إسماعيل البخاري أبي الحسين أحمد بن أبي نصر محمد بن أحمد بن عمر النيسابوري الزاهد ( الخفاف ) بفتح الخاء المعجمة ثم فاء مشددة ، نسبة لعمل الخفاف أو بيعها ، في مجرد طول المدة بين وفاتيهما ، لا في خصوص المدة قبلها ; إذ بينهما مائة سنة وثمانية وثلاثون سنة وأزيد ; لأن وفاة الجعفي كانت في شوال سنة ست وخمسين ومائتين ، والخفاف في ثاني عشر شهر ربيع الأول سنة خمس وتسعين وثلاثمائة .
وقول المصنف : إنها في سنة [ ص: 195 ] ثلاث وتسعين غلط ، مع اشتراكهما في الرواية عن ، فإن أبي العباس محمد بن إسحاق السراج روى عنه أشياء في تأريخه وغيره ، وصح سماع الآخر منه ، كما هو بخط أبيه البخاري أبي نصر ، حتى صار واحد عصره في علو الإسناد حسبما ذكره الحاكم في ( تأريخ نيسابور ) قال : وكان مجاب الدعوة . انتهى . وقد وقعت لنا جملة من عواليه .
المشهور الراوي عن وكأبي عمرو أحمد بن المبارك المستملي الحافظ قتيبة وطبقته ، ، بين وفاتيهما مائة وستة وأربعون سنة ، مع اشتراكهما في الرواية عن والحافظ أبي نعيم الأصبهاني ، لكن ثانيهما بالإجازة والمكاتبة ، حتى كان خاتمة أصحابه على وجه الأرض ، أبي العباس محمد بن يعقوب الأصم وكمحمد بن طاهر الحافظ بين موتيهما مائة وسبعة وأربعون سنة مع اشتراكهما في الرواية عن ومحمد بن الحسن بن عبد السلام السفاقسي ، الأول بالسماع ، والثاني بالحضور ، قال السلفي الذهبي : وهذا شيء لم يتفق لأحد أبدا فيما علمت في السابق واللاحق . كذا قال : هو مردود بأبي علي البرداني أحد شيوخ ، السلفي وأبي القاسم عبد الرحمن بن مكي الطرابلسي سبط ، فبين وفاتيهما مائة وخمسون سنة ; لأن وفاة السلفي البرداني على رأس الخمسمائة ، والآخر سنة خمسين وستمائة ، مع اشتراكهما في الرواية عن الحافظ ، قال شيخنا : وهذا أكثر ما حصل [ ص: 196 ] الوقوف عليه في أمثلة ذلك من المدة بين الوفاتين . كذا قال ، وهو محمول على السماع ، وإلا فقد تأخر بعد السبط جماعة ، منهم السلفي ، ويعرف محمد بن الحسن بن عبد السلام أبو بكر السفاقسي بابن المقدسية ; لكون أمه أخت الحافظ ابن المفضل المقدسي ، مات في سنة أربع وخمسين ، وهو ممن يروي عن - حضورا - الحديث المسلسل بالأولية فقط ، وتأخر بعده قليلا جماعة ، لهم إجازة من السلفي ; السلفي وغيره ، على أن وفاة كابن خطيب القرافة البرداني كانت في جمادى ، كما قاله ابن السمعاني وتبعه ابن الأثير ، أو شوال كما جزم به الذهبي سنة ثمان وتسعين وأربعمائة ، وحينئذ فالمدة أزيد مما ذكره شيخنا بنحو سنتين .
وغالب ما يقع من ذلك أن المسموع منه يتأخر زمانا بعد موت أحد الراويين الذي سمع منه عند تقدم سنه حال كون المستمع في ابتداء أمره يسمع منه عند تقدم سنه بعض الأحداث ، ويعيش بعد السماع منه دهرا طويلا ، فيحصل من مجموع ذلك نحو هذه المدة ، ثم إنه لأجل اختلاف المدد بين الراويين بالنظر لما لذلك من الأمثلة لم يحده وأتباعه بقدر معين ، بل قال : من اشترك في الرواية عنه راويان ; متقدم ومتأخر ، وتباين وقت وفاتيهما تباينا شديدا يحصل بينهما أمد بعيد ، وإن كان المتأخر منهما غير معدود من معاصري الأول . ابن الصلاح
وقد حدده الخطيب فيما نقل عن شيخنا بخمسين أو ثلاثين سنة على اختلاف الناقلين عنه ، قال شيخنا مما هو مؤيد للنقل الأول : وكأن أعمار هذه الأمة لما كانت بين الستين والسبعين كان الزائد على المقدر هنا يقع بعده الطلب ، فكأن المتأخر بهذا القدر تأخر بقرن .
[ ص: 197 ] ومن طريف ما يدخل في هذا النوع ما رويناه عن إبراهيم بن طالب أنه قال : سمعت يقول : حملني أبي على عاتقه في مجلس عبد الرحمن بن بشر بن الحكم ، فقال : يا معشر أصحاب الحديث : أنا سفيان بن عيينة بشر بن الحكم بن حبيب ، سمع أبي الحكم من سفيان ، وقد سمعت أنا منه ، وحدثت عنه بخراسان ، وهذا ابني عبد الرحمن قد سمع منه . ونحوه أن القاضي جلال الدين البلقيني كتب عن شيخنا بعض تصانيفه وقابله معه ، وتأخر شيخنا حتى أخذ عنه حفيدا القاضي وأبوهما ، بل وولد كل من الحفيدين ، وكذا اتفق أن أبا العباس الأصم صاحب الربيع سمع منه الحسن بن الحسين بن منصور كتاب ( الرسالة ) ، ثم سمعه منه ابنه أبو الحسن ، ثم سمعه منه أبو نصر بن أبي الحسن ، ثم سمعه منه عمر بن أبي نصر ، ويوصف من يتفق له ذلك بملحق أبناء الأحفاد بالأجداد ، وهذا غاية ما يكون .
ويدخل في هذا الباب نوع مستغرب يتعلق بتعدد الأنساب ، صنف فيه ، فذكر : عبد الغني بن سعيد بينه وبين عمر بن عبد العزيز بن مروان فهر بن مالك [ ص: 198 ] جماع قريش ثلاثة عشر أبا ، وأبو بكر محمد بن الحارث بن أبيض بن أسود بن نافع الفهري بينه وبين فهر ثلاثة عشر أبا ، ومات عمر سنة إحدى ومائة ، ومات أبو بكر سنة ثمان وأربعين وثلاثمائة ، فبينهما في الوفاة مائتان وسبع وأربعون سنة ، في التعدد مثل وعبد الصمد بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف ، وبينهما في الوفاة مائة وبضعة وثلاثون سنة .