الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
اختيار هذا الخط
الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.
وحدثني عن مالك عن nindex.php?page=showalam&ids=16068سهيل بن أبي صالح عن nindex.php?page=showalam&ids=12045أبيه عن nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة nindex.php?page=hadith&LINKID=708651أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ضافه ضيف كافر فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أخرى فشربه ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب سبع شياه ثم إنه أصبح فأسلم فأمر له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة فحلبت فشرب حلابها ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم nindex.php?page=treesubj&link=30970_27152_24549_33243المؤمن يشرب في معى واحد والكافر يشرب في سبعة أمعاء
1716 1666 - ( مالك عن سهيل ) - بضم السين مصغر - ( ابن أبي صالح عن أبيه ) ذكوان السمان ( عن أبي هريرة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضافه ضيف كافر ) ، هو جهجاه بن سعيد الغفاري ، رواه ابن أبي شيبة ، والبزار وغيرهما من حديثه ، وجزم به ابن عبد البر ، ونضلة بنت عمر ، وكما عند أحمد ، وأبي مسلم الكجي ، وقاسم ابن ثابت في الدلائل ، وأبو بصرة الغفاري ، ذكره أبو عبيد وعبد الغني بن سعيد ، أو ثمامة بن أثال الحنفي ، ذكره ابن إسحاق ، والباجي ، وابن بطال [ ص: 460 ] ( nindex.php?page=hadith&LINKID=10354175فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة ، فحلبت فشرب حلابها ، ثم أخرى فشربه ) ، أي حلابها كله ، ( ثم أخرى فشربه حتى شرب حلاب ) - بكسر الحاء - ( سبع شياه ) ، وعند ابن أبي شيبة ، وغيره nindex.php?page=hadith&LINKID=10354176عن جهجاه : " أنه قدم في نفر من قومه يريدون الإسلام ، فحضروا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المغرب ، قال : يأخذ كل رجل منكم بيد جليسه ، فلم يبق في المسجد غير رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وغيري ، وكنت رجلا عظيما طوالا لا يقدم علي أحد ، فذهب بي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله فحلب لي عنزا ، فأتيت عليها حتى حلب لي سبعة أعنز ، فأتيت عليها ، ثم أتيت بصنيع برمة فأتيت عليها ، فقالت أم أيمن : أجاع الله من أجاع رسول الله هذه الليلة ، قال : مه يا أم أيمن أكل رزقه ، ورزقنا على الله ( ثم أصبح فأسلم فأمر له رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشاة ، فحلبت فشرب حلابها ، ثم أمر له بأخرى فلم يستتمها ) ، وفي حديث جهجاه : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10354177فذهب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى منزله ، فحلبت لي عنز فترويت وشبعت ، فقالت أم أيمن : يا رسول الله أليس هذا ضيفنا ؟ فقال : بلى " ، ( فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : nindex.php?page=treesubj&link=33244المؤمن يشرب في معى واحد ) من أمعائه السبعة ، ( nindex.php?page=treesubj&link=33245والكافر يشرب في سبعة أمعاء ) التي هي جميع أمعائه .
قال عياض : عند أهل التشريح : إن أمعاء الإنسان سبعة : المعدة ، ثم ثلاثة أمعاء بعدها متصلة بها البواب ، ثم الصائم ، ثم الرقيق والثلاثة رقاق ، ثم الأعور والقولون والمستقيم وطرفة الدبر ، وكلها غلاظ ، وقد نظمها الحافظ زين الدين العراقي في قوله :
سبعة أمعاء لكل آدمي معدة بوابها مع صائم ثم الرقيق أعور قولون مع المستقيم مسلك المطاعم
وفي الشرب ما سبق في الأكل من الأقوال العشرة ، وفيه كسابقه إشارة إلى تقليل الأكل .
وقد روى أصحاب السنن الثلاثة ، وصححه الحاكم مرفوعا : " nindex.php?page=hadith&LINKID=10354178nindex.php?page=treesubj&link=18354_18336ما ملأ ابن آدم وعاء شرا من بطنه حسب الآدمي لقيمات يقمن صلبه ، فإن غلبت الآدمي نفسه ، فثلث للطعام ، وثلث للشراب ، وثلث للنفس " ، قال القرطبي في " شرح الأسماء " : لو سمع بقراط هذه القسمة لعجب من هذه الحكمة .
وقال الغزالي : ذكر هذا الحديث لبعض الفلاسفة ، فقال : ما سمعت كلاما في قلة الأكل أحكم منه .
وقال غيره : خص الثلاثة لأنها أسباب حياة الحيوان ، ولأنه لا يدخل في البطن سواها .
وهل المراد الثلث المساوي حقيقة ، والطريق إليه غلبة الظن [ ص: 461 ] أو التقسيم إلى ثلاثة أقسام متقاربة ، وإن لم يغلب ظنه بالثلث الحقيقي ؟ محل احتمال ، قال الحافظ : والأول أولى ، ويحتمل أنه لمح بذكر الثلث إلى قوله في الحديث الآخر : والثلث كثير .
وقال غيره : أرجح الاحتمالين الأول ، إذ هو المتبادر ، والثاني يحتاج لدليل .
وحديث الباب رواه مسلم من طريق إسحاق بن عيسى ، والترمذي من طريق معن بن عيسى كلاهما عن مالك به .