1616 - ذكر خالد بن سنان
وقد رويت أخبار في خالد بن سنان وابنته التي دخلت على رسول الله - صلى الله عليه وآله وسلم - وقوله : " أنت بنت أخي نبي ضيعه قومه " .
4229 - أخبرنا أبو بكر بن إسحاق الفقيه ، قالا : ثنا وجعفر بن محمد الخلدي ، ثنا علي بن عبد العزيز معلى بن مهدي ، ثنا أبو عوانة ، عن أبي يونس ، عن عكرمة ، عن - رضي الله عنهما - أن رجلا من ابن عباس بني عبس يقال له خالد بن سنان قال لقومه : [ ص: 495 ] إني أطفئ عنكم نار الحدثان ، قال : فقال له عمارة بن زياد ، رجل من قومه : والله ما قلت لنا يا خالد قط إلا حقا فما شأنك وشأن نار الحدثان ؟ تزعم أنك تطفيها ؟ قال : فانطلق وانطلق معه عمارة بن زياد في ثلاثين من قومه حتى أتوها وهي تخرج من شق جبل من حرة يقال لها حرة أشجع ، فخط لهم خالد خطة فأجلسهم فيها ، فقال : إن أبطأت عليكم فلا تدعوني باسمي ، فخرجت كأنها خيل شقر يتبع بعضها بعضا ، قال : فاستقبلها خالد فضربها بعصاه وهو يقول : بدا بدا بدا كل هدى زعم ابن راعية المعزى أني لا أخرج منها وثناي بيدي حتى دخل معها الشق ، قال : فأبطأ عليهم قال : فقال عمارة بن زياد : والله لو كان صاحبكم حيا لقد خرج إليكم بعد . قالوا : ادعوه باسمه . قال : فقالوا : إنه قد نهانا أن ندعوه باسمه . فدعوه باسمه قال : فخرج إليهم وقد أخذ برأسه ، فقال : ألم أنهكم أن تدعوني باسمي قد والله قتلتموني فادفنوني ، فإذا مرت بكم الحمر فيها حمار أبتر فانتبشوني ، فإنكم ستجدوني حيا . قال : فدفنوه فمرت بهم الحمر فيها حمار أبتر . فقلنا : انبشوه فإنه أمرنا أن ننبشه . قال عمارة بن زياد : لا تحدث مضر أنا ننبش موتانا والله لا ننبشه أبدا . قال : وقد كان أخبرهم أن في عكن امرأته لوحين فإذا أشكل عليكم أمر فانظروا فيهما ، فإنكم سترون ما تسألون عنه . وقال : لا يمسهما حائض . قال : فلما رجعوا إلى امرأته سألوها عنهما فأخرجتهما وهي حائض . قال : فذهب بما كان فيهما من علم قال : فقال أبو يونس : قال سئل عنه النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : " ذاك سماك بن حرب " . وقال نبي أضاعه قومه أبو يونس : قال : سماك بن حرب ابن خالد بن سنان أتى النبي - صلى الله عليه وآله وسلم - فقال : " مرحبا بابن أخي " . إن
قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط ولم يخرجاه ، فإن البخاري أبا يونس هو الذي روى عن عكرمة هو ، وقد احتجا جميعا به واحتج حاتم بن أبي صغيرة بجميع ما يصح عن البخاري عكرمة ، فأما موت خالد بن سنان هكذا فمختلف فيه ، فإني سمعت أبا الأصبغ عبد الملك بن نصر ، ، وأبا عثمان سعيد بن نصر وأبا عبد الله بن صالح المعافري الأندلسيين - وجماعتهم عندي ثقات - يذكرون أن بينهم وبين القيروان بحرا وفي وسطها جبل عظيم ، لا يصعده أحد ، وإن طريقها في البحر على الجبل ، وأنهم رأوا في أعلى الجبل في غار هناك رجلا عليه صوف أبيض محتبيا في صوف أبيض ، ورأسه على يديه ، كأنه نائم لم يتغير منه شيء ، وإن جماعة أهل الناحية يشهدون أنه خالد بن سنان والله تعالى أعلم .