1596 - حكاية ابتلاء داود - عليه السلام -
4190 - أخبرني أبو أحمد محمد بن إسحاق الصفار السلمي ، ثنا ، ثنا أحمد بن نصر عمرو بن طلحة القناد ، ثنا أسباط ، عن ، في قوله عز وجل ( السدي وشددنا ملكه ) قال : كان يحرسه كل يوم وليلة أربعة ألف أربعة ألف . قال : السدي داود قد قسم الدهر ثلاثة أيام ؛ يوما يقضي فيه بين الناس ، ويوما يخلو فيه لعبادته ، ويوما يخلو فيه لنسائه ، وكان له تسع وتسعون امرأة وكان فيما يقرأ من الكتب أنه كان يجد فضل وكان إبراهيم وإسحاق ويعقوب ، فلما وجد ذلك فيما يقرأ من الكتب قال : يا رب أرى الخير كله قد ذهب به آبائي الذين كانوا قبلي فاعطني مثل ما أعطيتهم ، وافعل بي مثل ما فعلت بهم ، [ ص: 476 ] قال : فأوحى الله إليه أن آباءك ابتلوا ببلايا لم تبتل بها أنت ابتلي إبراهيم بذبح ابنه ، وابتلي إسحاق بذهاب بصره ، وابتلي يعقوب بحزنه على يوسف ، وإنك لم تبتل من ذلك بشيء ، قال : يا رب ابتلني بمثل ما ابتليتهم به وأعطني مثل ما أعطيتهم . قال : فأوحى الله إليه إنك مبتلى فاحترس . قال : فمكث بعد ذلك ما شاء الله أن يمكث إذ جاءه الشيطان قد تمثل في صورة حمامة من ذهب حتى وقع بين رجليه وهو قائم يصلي ، قال : فمد يده إليه ليأخذه فطار من الكوة فنظر أين يقع فبعث في أثره ، قال : فأبصر امرأة تغتسل على سطح لها ، فرأى امرأة من أجمل النساء خلقا ، فحانت منها التفاتة فأبصرته فألقت شعرها فاستترت به ، فزاده ذلك فيها رغبة ، قال : فسأل عنها فأخبر أن لها زوجا ، وأن زوجها غائب بمسلحة كذا وكذا ، قال : فبعث إلى صاحب المسلحة فأمره أن يبعثه إلى عدوي كذا وكذا ، قال : فبعثه ففتح له فلم يزل يبعثه إلى أن قتل في المرة الثالثة فتزوج امرأته ، فلما دخل عليها لم يلبث إلا يسيرا حتى بعث الله عليه ملكين في صورة إنسيين فطلبا أن يدخلا عليه فوجداه في يوم عبادته فمنعهما الحرس أن يدخلا عليه ، فتسورا عليه المحراب ، قال : فما شعر وهو يصلي إذ هو بهما بين يديه جالسين ، قال : ففزع منهما ، فقالا : لا تخف إنما نحن خصمان بغى بعضنا على بعض فاحكم بيننا بالحق ، ولا تشطط . يقول : لا تخف . وذكر الحديث بطوله في إقراره بخطيئته .