واستغفروا الله إن الله غفور رحيم يجوز أن تكون الواو للعطف فيكون معطوفا على جملة وما تقدموا لأنفسكم إلخ ، فيكون لها حكم التذييل إرشادا لتدارك ما عسى أن يعرض من التفريط في بعض ما أمره الله بتقديمه من خير فإن ذلك يشمل الفرائض التي يقتضي التفريط في بعضها توبة منه .
ويجوز أن تكون الواو للاستئناف ، وتكون الجملة استئنافا بيانيا ناشئا عن الترخيص في الذي يعرض تركه بأن يستغفر المسلم ربه إذا انتبه من أجزاء الليل ، وهو مشمول لقوله تعالى [ ص: 290 ] ترك بعض القيام إرشادا من الله لما يسد مسد قيام الليل وبالأسحار هم يستغفرون ، وقال النبيء - صلى الله عليه وسلم - وقال ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول : من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ، من يستغفرني فأغفر له . من تعار من الليل فقال : لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ، ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له
وجملة إن الله غفور رحيم تعليل للأمر بالاستغفار ، أي : ؛ لأن الله كثير المغفرة شديد الرحمة . والمقصود في هذا التعليل بأنه مرجو الإجابة . وفي الإتيان بالوصفين الدالين على المبالغة في الصفة إيماء إلى الوعد بالإجابة . الترغيب والتحريض على الاستغفار