تذييل لجملة يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد إلخ . لأنه جامع لخلاصة عاقبة الحالين : حال التقوى والاستعداد للآخرة ، وحال نسيان ذلك وإهماله ، ولكلا الفريقين عاقبة عمله . ويشمل الفريقين وأمثالهم .
والجملة أيضا فذلكة لما قبلها من لأن ذكر مثل هذا الكلام بعد ذكر أحوال المتحدث عنه يكون في الغالب للتعريض بذلك المتحدث عنه كقولك عندما ترى أحدا يؤذي الناس حال المتقين والذين نسوا الله ونسوا أنفسهم ، فمعنى الآية كناية عن كون المؤمنين هم أصحاب الجنة ، وكون الذين نسوا الله هم أهل النار فتضمنت الآية وعدا للمتقين ووعيدا للفاسقين . المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده
[ ص: 115 ] والمراد من نفي الاستواء في مثل هذا الكناية عن البون بين الشيئين .
وتعيين المفضل من الشيئين موكول إلى فهم السامع من قرينة المقام كما في قول السموأل :
فليس سواء عالم وجهول
وقول أبي حزام غالب بن الحارث العكلي :وأعلم أن تسليما وتركا للا متشابهان ولا سواء
وأما من ذهب من علماء الأصول إلى تعميم نحو ( لا يستوون ) من قوله تعالى أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون فاستدلوا به على أن الفاسق لا يلي ولاية النكاح ، وهو استدلال الشافعية فليس ذلك بمرضي ، وقد أباه الحنفية ووافقهم تاج الدين السبكي في غير جمع الجوامع .
والقصر المستفاد من ضمير الفصل في قوله تعالى هم الفائزون أصحاب الجنة قصر ادعائي لأن فوزهم أبدي فاعتبر فوز غيرهم ببعض أمور الدنيا كالعدم .