أغراض هذه السورة ، والأدلة على فساد دين الشرك ، وإظهار شناعته ، وأدلة إثبات رسالة معظم ما اشتملت عليه السورة إكثار متنوع الأدلة على تفرد الله تعالى بالإلهية محمد - صلى الله عليه وسلم - ، وإنزال القرآن عليه - صلى الله عليه وسلم - .
وإن شريعة الإسلام قائمة على أصول ملة إبراهيم عليه السلام .
[ ص: 95 ] وإثبات البعث والجزاء; فابتدئت بالإنذار بأنه قد اقترب حلول ما أنذر به المشركون من عذاب الله الذي يستهزئون به ، وتلا ذلك قرع المشركين وزجرهم على تصلبهم في شركهم وتكذيبهم .
وانتقل إلى الاستدلال على إبطال عقيدة الشرك; فابتدئ بالتذكير بخلق السماوات والأرض ، وما في السماء من شمس وقمر ونجوم ، وما في الأرض من ناس وحيوان ونبات وبحار وجبال ، وأعراض الليل والنهار ، وما في أطوار الإنسان وأحواله من العبر .
وخصت النحل وثمراتها بالذكر ; لوفرة منافعها ، والاعتبار بإلهامها إلى تدبير بيوتها وإفراز شهدها .
والتنويه بالقرآن وتنزيهه عن اقتراب الشيطان ، وإبطال افترائهم على القرآن ، والاستدلال على إمكان البعث ، وأنه تكوين كتكوين الموجودات .
والتحذير مما حل بالأمم التي أشركت بالله ، وكذبت رسله عليهم السلام عذاب الدنيا ، وما ينتظرهم من عذاب الآخرة ، وقابل ذلك بضده من نعيم المتقين المصدقين والصابرين على أذى المشركين والذين هاجروا في الله وظلموا ، والتحذير من الارتداد عن الإسلام ، والترخيص لمن أكره على الكفر في التقية من المكرهين ، والأمر بأصول من الشريعة; من تأصيل العدل ، والإحسان ، والمواساة ، والوفاء بالعهد ، وإبطال الفحشاء والمنكر والبغي ، ونقض العهود ، وما على ذلك من جزاء بالخير في الدنيا والآخرة .
[ ص: 96 ] وأدمج في ذلك ما فيها من العبر والدلائل ، والامتنان على الناس بما في ذلك من المنافع الطيبات المنتظمة ، والمحاسن ، وحسن المناظر ، ومعرفة الأوقات ، وعلامات السير في البر والبحر ، ومن ضرب الأمثال ، ومقابلة الأعمال بأضدادها ، والتحذير من الوقوع في حبائل الشيطان ، والإنذار بعواقب كفران النعمة .
ثم عرض لهم بالدعوة إلى التوبة ثم إن ربك للذين عملوا السوء بجهالة إلخ . . . .
وملاك طرائق دعوة الإسلام ادع إلى سبيل ربك بالحكمة .
وتثبيت الرسول - صلى الله عليه وسلم - ووعده بتأييد الله إياه .