قيس بن الملوح ، وقيل : ابن معاذ ، وقيل : اسمه بختري بن الجعد ، وقيل غير ذلك . من بني عامر بن صعصعة . وقيل : من بني كعب بن سعد ، الذي قتله الحب في ليلى بنت مهدي العامرية .
سمعنا أخباره تأليف ابن المرزبان .
وقد أنكر بعضهم ليلى والمجنون ، وهذا دفع بالصدر ، فما من لم يعلم حجة على من عنده علم ، ولا المثبت كالنافي ، لكن إذا كان المثبت لشيء شبه خرافة ، والنافي ليس غرضه دفع الحق ، فهنا النافي مقدم ، وهنا تقع المكابرة وتسكب العبرة .
فقيل : إن المجنون علق ليلى علاقة الصبا ، وكانا يرعيان البهم . ألا تسمع قوله ، وما أفحل شعره : [ ص: 6 ]
تعلقت ليلى وهي ذات ذؤابة ولم يبد للأتراب من ثديها حجم صغيرين نرعى البهم يا ليت أننا
إلى اليوم لم نكبر ولم تكبر البهم
أظن هواها تاركي بمضلة من الأرض لا مال لدي ولا أهل
ولا أحد أقضي إليه وصيتي ولا وارث إلا المطية والرحل
محا حبها حب الألى كن قبلها وحلت مكانا لم يكن حل من قبل
إني لأجلس في النادي أحدثهم فأستفيق وقد غالتني الغول
يهوي بقلبي حديث النفس نحوكم حتى يقول جليسي أنت مخبول
أيا حرجات الحي حيث تحملوا بذي سلم لا جادكن ربيع
[ ص: 7 ] وخيماتك اللاتي بمنعرج اللوى بلين بلى لم تبلهن ربوع
وداع دعا إذ نحن بالخيف من منى فهيج أطراب الفؤاد ولم يدر
دعا باسم ليلى غيرها فكأنما أطار بليلى طائرا كان في صدري
وقيل : إنه كان يأكل من بقول الأرض ، وألفته الوحش ، وكان يكون بنجد فساح حتى حدود الشام .
وشعره كثير من أرق شيء وأعذبه ، وكان في دولة يزيد وابن الزبير .