[ ص: 406 ] باب بيان أنه ، المدينة إلا حجة واحدة وأنه اعتمر قبلها ثلاث عمر عليه الصلاة والسلام لم يحج من
كما رواه البخاري ومسلم ، عن هدبة ، عن همام ، عن قتادة ، عن أنس قال : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر ، كلهن في ذي القعدة ، إلا التي في حجته . الحديث . وقد رواه ، عن يونس بن بكير عمر بن ذر ، عن مجاهد ، عن مثله . أبي هريرة
وقال ، عن سعيد بن منصور الدراوردي ، عن ، عن أبيه ، عن هشام بن عروة عائشة قالت : وكذا رواه اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم ثلاث عمر ; عمرة في شوال وعمرتين في ذي القعدة . ابن بكير ، عن مالك ، عن . هشام بن عروة
[ ص: 407 ] وروى الإمام أحمد من حديث عمرو بن شعيب ، عن أبيه عن جده أن رسول الله اعتمر ثلاث عمر ، كلهن في ذي القعدة .
وقال أحمد : ثنا أبو النضر ، ثنا داود - يعني العطار - عن عمرو ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : اعتمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أربع عمر ; عمرة الحديبية ، وعمرة القضاء ، والثالثة من الجعرانة ، والرابعة التي مع حجته . ورواه أبو داود ، ، والترمذي ، من حديث والنسائي داود العطار ، وحسنه الترمذي .
وقد تقدم هذا الفصل عند عمرة الجعرانة وسيأتي في فصل من قال : إنه ، عليه الصلاة والسلام ، حج قارنا . وبالله المستعان .
فالأولى من هذه العمر عمرة الحديبية التي صد عنها ، ثم بعدها عمرة القضاء - ويقال : عمرة القصاص . ويقال : عمرة القضية - ثم بعدها عمرة الجعرانة ، مرجعه من الطائف حين قسم غنائم حنين وقد قدمنا ذلك كله في مواضعه ، والرابعة عمرته مع حجته ، وسنبين اختلاف الناس في عمرته هذه مع الحجة ; هل كان متمتعا بأن أوقع العمرة قبل الحجة وحل منها ؟ أو منعه من الإحلال منها سوقه الهدي ؟ أو كان قارنا لها مع الحجة ؟ كما نذكره من الأحاديث الدالة على ذلك ، أو كان مفردا لها عن الحجة بأن أوقعها بعد قضاء [ ص: 408 ] الحجة ؟ وهذا هو الذي يقوله من يقول بالإفراد كما هو المشهور عن ، وسيأتي بيان هذا عند ذكرنا إحرامه صلى الله عليه وسلم كيف كان ، مفردا أومتمتعا أو قارنا . الشافعي
قال : ثنا البخاري عمرو بن خالد ، ثنا زهير ، ثنا أبو إسحاق ، حدثني أن النبي صلى الله عليه وسلم غزا تسع عشرة غزوة ، وأنه حج بعدما هاجر حجة واحدة . قال زيد بن أرقم أبو إسحاق : وبمكة أخرى . وقد رواه مسلم من حديث زهير ، وأخرجاه من حديث شعبة - زاد : البخاري وإسرائيل - ثلاثتهم عن ، عن أبي إسحاق عمرو بن عبد الله السبيعي زيد . وهذا الذي قاله أبو إسحاق من أنه ، عليه الصلاة والسلام ، حج بمكة حجة أخرى ; أي أراد أنه لم يقع منه بمكة إلا حجة واحدة ، كما هو ظاهر لفظه ، فهو بعيد ، فإنه عليه الصلاة والسلام كان بعد الرسالة يحضر مواسم الحج ، ويدعو الناس إلى الله ويقول : " من رجل يؤويني حتى أبلغ كلام ربي ؟ فإن قريشا قد منعوني أن أبلغ كلام ربي ، عز وجل " . حتى قيض الله له جماعة الأنصار يلقونه ليلة العقبة ، أي عشية يوم النحر عند جمرة العقبة ، ثلاث سنين متتاليات ، حتى إذا كانوا آخر سنة بايعوه ليلة العقبة الثانية ، وهي ثالث اجتماعه لهم به ، ثم كانت بعدها ، [ ص: 409 ] الهجرة إلى المدينة كما قدمنا ذلك مبسوطا في موضعه . والله أعلم .
وفي حديث ، عن أبيه ، عن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين قال : جابر بن عبد الله أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بالمدينة تسع سنين لم يحج ، ثم أذن في الناس بالحج ، فاجتمع بالمدينة بشر كثير ، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم لخمس بقين من ذي القعدة أو لأربع ، فلما كان بذي الحليفة صلى ، ثم استوى على راحلته ، فلما أخذت به في البيداء لبى ، وأهللنا لا ننوي إلا الحج . وسيأتي الحديث بطوله ، وهو في " صحيح مسلم " وهذا لفظ ، من طريق البيهقي أحمد بن حفص ، عن ، عن إبراهيم بن طهمان به . جعفر بن محمد