[ ص: 409 ] هوازن سرية شجاع بن وهب الأسدي إلى نفر من
قال الواقدي : حدثني ابن أبي سبرة ، عن إسحاق بن عبد الله بن أبي فروة ، عن عمر بن الحكم قال : بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم شجاع بن وهب في أربعة وعشرين رجلا إلى جمع من هوازن ، وأمره أن يغير عليهم ، فخرج وكان يسير الليل ويكمن النهار ، حتى صبحهم غارين ، وقد أوعز إلى أصحابه أن لا يمعنوا في الطلب ، فأصابوا نعما كثيرا وشاء ، فاستاقوا ذلك حتى قدموا المدينة ، فكانت سهامهم خمسة عشر بعيرا ، كل رجل .
وزعم غيره أنهم أصابوا سبيا أيضا ، وأن الأمير اصطفى منه جارية وضيئة ، ثم قدم أهلوهم مسلمين ، فشاور النبي صلى الله عليه وسلم أميرهم في ردهن إليهم ، فقال : نعم . فردوهن ، وخير التي عنده فاختارت المقام عنده . [ ص: 410 ]
وقد تكون هذه السرية هي المذكورة فيما رواه عن الشافعي ، مالك ، عن نافع ، ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث سرية قبل نجد ، فكان فيهم عبد الله بن عمر قال : فأصبنا إبلا كثيرا ، فبلغت سهامنا اثني عشر بعيرا ، ونفلنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بعيرا بعيرا . أخرجاه في " الصحيحين " من حديث عن مالك ، ورواه مسلم أيضا من حديث الليث ، ومن حديث عبيد الله ، كلهم عن نافع ، عن ابن عمر ، بنحوه .
وقال أبو داود : حدثنا هناد ، حدثنا عبدة ، عن محمد بن إسحاق ، عن نافع ، عن ابن عمر قال : . بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية إلى نجد ، فخرجت فيها ، فأصبنا نعما كثيرا ، فنفلنا أميرنا بعيرا بعيرا لكل إنسان ، ثم قدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقسم بيننا غنيمتنا ، فأصاب كل رجل منا اثني عشر بعيرا بعد الخمس ، وما حاسبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالذي أعطانا صاحبنا ، ولا عاب عليه ما صنع ، فكان لكل منا ثلاثة عشر بعيرا بنفله