الملك المنصور إلى المصطبة غربي عقبة سجورا
كان ذلك في يوم الجمعة السادس والعشرين من شهر رمضان في جحافل عظيمة كالجبال ، فنزل عند وصول السلطان المصطبة المنسوبة إلى عم أبيه الملك الأشرف خليل بن المنصور قلاوون ، وجاءت الأمراء ونواب البلاد لتقبيل يده والأرض بين يديه; كنائب حلب ، ونائب حماة وهو الأمير علاء الدين المارداني ، وقد عين لنيابة دمشق ، وكتب تقليده بذلك ، وأرسل إليه وهو بحماة ، فلما كان يوم [ ص: 639 ] السبت السابع والعشرين منه خلع على الأمير علاء الدين علي المارداني بنيابة دمشق ، وأعيد إليها عودا على بدء ، ثم هذه الكرة الثالثة ، وقبل يد السلطان ، وركب عن يمينه ، وخرج أهل البلد لتهنئته ، هذا والقلعة محصنة بيد بيدمر ، وقد دخلها ليلة الجمعة ، واحتمى بها هو ، ومنجك ، وأسندمر ، ومن معه من الأعوان بها ، ولسان حال القدر يقول : أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة [ النساء : 78 ] .
ولما كان يوم الأحد طلب قضاة القضاة ، وأرسلوا إلى بيدمر وذويه بالقلعة ليصالحوه على شيء يشترطونه ، فكان ما سنذكره .