وممن توفي فيها من الأعيان : المنصور صاحب ماردين ، وهو الملك نجم الدين أبو الفتح غازي بن المظفر قرا أرسلان بن الملك السعيد نجم الدين غازي بن الملك المنصور ناصر الدين أرتق بن غازي بن ألبي بن تمرتاش بن غازي بن أرتق الأرتقي صاحب ماردين من عدة سنين ، كان شيخا حسنا مهيبا ، كامل الخلقة ، بدينا سمينا ، إذا ركب يكون خلفه محفة خوفا من أن يمسه لغوب فيركب فيها ، توفي في تاسع ربيع الآخر ، ودفن في مدرسته تحت القلعة ، وقد بلغ من العمر فوق السبعين ، ومكث في الملك قريبا من عشرين سنة ، وقام من بعده في الملك ولده العادل علي ، فمكث سبعة عشر يوما ، ثم ملك أخوه الصالح بن المنصور .
[ ص: 128 ] وفيها مات سيف الدين قطلوبك الشيخي ، كان من أمراء الأمير دمشق الكبار .
الصالح نور الدين أبو الحسن علي بن محمد بن هارون بن محمد بن هارون بن علي بن حميد الثعلبي الدمشقي ، قارئ الحديث الشيخ بالقاهرة ومسندها ، روى عن ابن الزبيدي ، وابن اللتي ، وجعفر الهمذاني ، وابن الشيرازي ، وخلق ، وقد خرج له الإمام العلامة تقي الدين السبكي مشيخة ، وكان رجلا صالحا ، توفي بكرة الثلاثاء تاسع عشر ربيع الآخر ، وكانت جنازته هائلة حافلة .
شهاب الدين غازي بن الملك الناصر داود بن المعظم ، سمع الحديث ، وكان رجلا متواضعا ، توفي الأمير الكبير الملك المظفر بمصر ثاني عشر رجب ، ودفن بالقاهرة .
شمس الدين أبو عبد الله محمد بن إبراهيم بن إبراهيم بن داود بن حازم الأذرعي الحنفي ، كان بارعا فاضلا ، درس وأفتى ، وولي [ ص: 129 ] قضاء الحنفية قاضي القضاة بدمشق سنة ثم عزل ، واستمر على تدريس الشبلية مدة ، ثم سافر إلى مصر ، فأقام بسعيد السعداء خمسة أيام ، وتوفي يوم الأربعاء ثاني عشرين رجب . والله أعلم .