: وممن توفي فيها من الأعيان والمشاهير
الحسن بن أحمد بن الحسن بن أحمد بن محمد العطار أبو العلاء الهمذاني الحافظ
سمع الكثير ورحل إلى بلدان كثيرة اجتمع ، بالمشايخ وقدم بغداد وحصل الكتب الكثيرة ، واشتغل بعلم القراءات واللغة حتى صار أوحد زمانه في علمي الكتاب والسنة ، وصنف الكتب الكثيرة المفيدة ، وكان على طريقة السلف مرضي الطريقة ، سخيا عابدا زاهدا ، صحيح الاعتقاد ، حسن السمت ، له ببلده المكانة والقبول التام ، وكانت وفاته ليلة الخميس الحادي عشر من جمادى الآخرة من هذه السنة ، وقد جاوز الثمانين بأربعة أشهر وأيام . قال : وقد بلغني أنه رئي في المنام أنه في مدينة جميع جدرانها كتب وحوله كتب لا تحد ، وهو مشتغل بمطالعتها فقيل له : ما هذا ؟ فقال سألت الله أن يشغلني بما كنت أشتغل به في الدنيا فأعطاني . ابن الجوزي
الأهوازي
خازن كتب مشهد أبي حنيفة ببغداد ، توفي فجأة في ربيع [ ص: 497 ] الأول من هذه السنة ، وكذلك توفي أبوه وأخوه فجأة كما مات ، رحمهم الله تعالى .
محمود بن زنكي بن آق سنقر السلطان الملك العادل نور الدين
صاحب بلاد الشام وغيرها من البلدان الكثيرة ، وقد تقدم في ذكر الحوادث رحمه الله .
قال : انتزع ابن الجوزي رحمه الله تعالى من أيدي الكفار نيفا وخمسين مدينة ، وقد كان يكاتبني وأكاتبه رحمه الله تعالى . قال : ولما حضرته الوفاة أخذ العهد على الأمراء من بعده لولده - يعني نور الدين محمود بن زنكي الصالح إسماعيل - وجدد العهد مع صاحب طرابلس أن لا يغير على الشام في المدة التي كان ماده عليها ، وذلك أنه كان قد أسره في بعض غزواته وأسر معه جماعة من أهل دولته ، فافتدى نفسه منه بثلاثمائة ألف دينار وخمسمائة حصان وخمسمائة زردية ومثلها أتراس وقنطوريات وخمسمائة أسير من المسلمين ، وعاهده أن لا يغير على بلاد المسلمين إلى مدة سبع سنين وسبعة أشهر وسبعة أيام ، وأخذ منه رهائن على ذلك ; مائة من أولاد أكابر الفرنج وبطارقتهم فإن نكث أراق دماءهم ، وكان قد عزم على فتح بيت المقدس شرفه الله فوافته المنية في شوال من هذه السنة . وكانت ولايته ثمان وعشرين سنة وأشهرا ، وقد تقدم ذلك . وهذا مقتضى ما ذكره ومعناه . ابن الجوزي
[ ص: 498 ] الخضر بن نصر بن عقيل
بن نصر ، الإربلي الفقيه الشافعي ، أول من درس بإربل في سنة ثلاث وثلاثين وخمسمائة ، وكان فاضلا دينا انتفع به الناس وكان قد اشتغل على إلكيا الهراسي وغيره ببغداد وقدم دمشق ، فأرخه وترجمه القاضي ابن عساكر ابن خلكان في " الوفيات " ، وقال : قبره يزار ، وقد زرته غير مرة رحمه الله تعالى .
وفيها هلك ملك الفرنج مري لعنه الله وأظنه ملك عسقلان ونحوها من البلاد ، وقد كان قارب أن يملك الديار المصرية لولا فضل الله ورحمته بعباده المؤمنين