: وممن توفي فيها من الأعيان
شجاع
شيخ الحنفية بمشهد أبي حنيفة ، وكان جيد الكلام في النظر ، أخذ عنه الحنفية ، ودفن عند المشهد .
[ ص: 404 ] صدقة بن وزير الواسطي
دخل بغداد ووعظ بها وأظهر تقشفا ، وكان يميل إلى التشيع وعلم الكلام ، ومع هذا كله راج على العوام وبعض الأمراء ، وحصل له فتوح كثيرة ، ابتنى منه رباطا ودفن فيه ، سامحه الله تعالى .
زمرد خاتون
بنت جاولي أخت الملك دقاق بن تتش لأمه ، وهي بانية الخاتونية ظاهر دمشق عند قرية صنعاء بمكان يقال له : تل الثعالب . غربي دمشق على جانب الشرق القبلي بصنعاء الشام وهي قرية معروفة قديما ، وأوقفتها على الشيخ برهان الدين علي بن محمد البلخي الحنفي المتقدم ذكره ، وكانت زوجة الملك بوري بن طغتكين ، فولدت له ابنيه شمس الملوك إسماعيل المذكور ، وقد ملك بعد أبيه وسار سيرته ، ومالأ الفرنج على المسلمين ، وهم بتسليم البلد والأموال إليهم ، فقتلوه وتملك أخوه وذلك بعد مراجعتها ومساعدتها ، وقد كانت قرأت القرآن ، وسمعت الحديث ، وكانت حنفية المذهب تحب العلماء والصالحين ، وقد تزوجها الأتابكي زنكي صاحب حلب ; طمعا في أن يأخذ بسببها دمشق فلم يظفر بذلك ، بل ذهبت إليه إلى حلب ثم عادت إلى دمشق بعد وفاته ، وقد دخلت بغداد وسارت من هناك إلى [ ص: 405 ] الحجاز ، وجاورت بمكة سنة ، ثم جاءت فأقامت بالمدينة النبوية حتى ماتت بها ، ودفنت بالبقيع في هذه السنة ، وقد كانت كثيرة البر والصدقات والصلاة والصوم . قال السبط : ولم تمت حتى قل ما بيدها ، فكانت تغربل القمح والشعير وتتقوت بأجرته ، وهذا من تمام الخير والسعادة وحسن الخاتمة ، رحمها الله تعالى .