وممن توفي فيها من الأعيان :
أحمد بن علي بن أحمد
أبو بكر العلثي ، كان يعمل في تجصيص الحيطان ولا ينقش صورة ، ولا يأخذ من أحد شيئا ، وكانت له أملاك يبيع منها [ ص: 208 ] ويتقوت ، وقد سمع الحديث من القاضي أبي يعلى ، وتفقه عليه شيئا من الفقه ، وكان إذا حج يزور القبور بمكة ، فإذا وصل إلى قبر الفضيل بن عياض يخط إلى جانبه خطا بعصاه ويقول : يا رب هاهنا فقدر أنه حج في هذه السنة فوقف بعرفات محرما فتوفي بها من آخر ذلك اليوم . فغسل وكفن وطيف به حول البيت ، ثم دفن إلى جانب الفضيل بن عياض . في ذلك المكان الذي كان يخطه بعصاه ، ولما بلغ الناس وفاته ببغداد اجتمعوا للصلاة عليه صلاة الغائب ؛ رحمه الله .
عمر بن عبد الكريم بن سعدويه
أبو الفتيان الدهستاني رحل في طلب الحديث ، ودار الدنيا ، وخرج وانتخب ، وكان له فقه في هذا الشأن ، وكان ثقة ، وقد صحح عليه كتاب الصحيحين ، كانت وفاته أبو حامد الغزالي بسرخس في هذه السنة .
محمد ويعرف بأخي حمادي
كان أحد الصلحاء الكبار ، كان به مرض مزمن ، فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فعوفي ، فلزم مسجدا له أربعين سنة ، لا يخرج إلا إلى الجمعة ، وانقطع عن مخالطة الناس ، كانت وفاته في هذه السنة ، ودفن في زاوية بالقرب من قبر أبي حنيفة ؛ رحمه الله .