[ ص: 143 ] وممن توفي من توفي فيها من الأعيان :
آق سنقر الأتابك ، الملقب قسيم الدولة السلجوقي ويعرف بالحاجب صاحب حلب وديار بكر والجزيرة ، وهو جد الملك وكان أولا من أخص أصحاب السلطان نور الدين محمود بن زنكي بن آق سنقر ، ملكشاه بن ألب أرسلان السلجوقي ، ثم ترقت منزلته عنده حتى أعطاه حلب وأعمالها بإشارة الوزير نظام الملك ، وكان من أحسن الملوك سيرة وأجودهم سريرة ، وكانت الرعية معه في أمن ورخص وعدل ، ثم كان موته على يد السلطان تاج الدولة تتش صاحب دمشق ، وذلك أنه استعان به وبصاحب حران والرها على قتال ابن أخيه بركياروق بن ملكشاه ففرا عنه وتركاه ، فهرب إلى دمشق فلما تمكن قاتلهما بباب حلب فقتلهما وأخذ بلادهما إلا حلب فإنها استقرت لولد آق سنقر زنكي فيما بعد ، وذلك في سنة ثلاث وعشرين وخمسمائة كما سيأتي بيانه .
وذكر ابن خلكان أنه كان مملوكا للسلطان ملكشاه هو وبوزان صاحب الرها ، فلما ملك تتش حلب استنابه بها فعصى عليه فقصده وكان قد ملك دمشق أيضا فقاتله فقتله في هذه السنة في جمادى الأولى منها ، فلما قتل دفنه ولده عماد الدين زنكي بحلب أدخله إليها من فوق السور بالمدرسة الزجاجية .
أمير الجيوش بدر الجمالي
صاحب جيوش مصر ومدبر الممالك [ ص: 144 ] الفاطمية ، كان عاقلا كريما محبا للعلماء - ولهم عليه رسوم دارة - تمكن في أيام المستنصر تمكنا عظيما ودارت أزمة الأمور على آرائه ، وفتح بلادا كثيرة وامتدت أيامه وحياته ، وبعد صيته ، وامتدحته الشعراء ، ثم كانت وفاته في ذي القعدة منها ، وقام بالأمر من بعده ولده الأفضل .
الخليفة المقتدي
وقد تقدم شيء من ترجمته .
الخليفة المستنصر الفاطمي
أبو تميم ، معد بن أبي الحسن علي بن الحاكم ، استمرت أيامه ستين سنة ، ولم يتفق هذا لخليفة قبله ولا بعده ، وكان قد عهد بالأمر إلى ولده نزار ، فخلعه الأفضل بن بدر الجمالي بعد موت أبيه ، وبايع أبا القاسم أحمد بن المستنصر أخاه ولقبه بالمستعلي ، فهرب نزار إلى الإسكندرية ، فجمع الناس عليه فبايعوه ، وتولى أمره قاضي الإسكندرية جلال الدولة بن عمار ، فقصده الأفضل فقاتله مرارا فهزمهم ، وأسر القاضي ونزارا فقتل القاضي وحبس نزارا حتى مات ، واستقر المستعلي في الخلافة وعمره إحدى وعشرون سنة .
محمد بن أبي هاشم
أمير مكة كانت وفاته فيها عن نيف وتسعين سنة .
[ ص: 145 ] محمود بن السلطان ملكشاه
كانت أمه قد عقدت له الملك ، وأنفقت بسببه الأموال فنازعه أخوه بركياروق فقهره ، ولزم بلده أصبهان ، فمات بها في هذه السنة وحمل إلى بغداد ، فدفن بها بالتربة النظامية ، كان من أحسن الناس وجها وأظرفهم شكلا ، توفي في شوال منها ، وقد توفيت أمه الخاتون تركان شاه في رمضان هذه السنة .