[ ص: 83 ] ذكر حمزة بن عبد المطلب عم النبي - صلى الله عليه وسلم - إسلام
قال : عن يونس بن بكير محمد بن إسحاق حدثني رجل من أسلم وكان واعية أن أبا جهل اعترض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عند الصفا ، فآذاه وشتمه ، ونال منه ما يكره من العيب لدينه ، فذكر ذلك فأقبل نحوه حتى إذا قام على رأسه رفع القوس فضربه بها ضربة شجه منها شجة منكرة ، وقامت رجال من لحمزة بن عبد المطلب قريش من بني مخزوم إلى حمزة ; لينصروا أبا جهل منه ، وقالوا : ما نراك يا حمزة إلا قد صبأت . قال حمزة : ومن يمنعني وقد استبان لي منه ، وأنا أشهد أنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأن الذي يقول حق ، فوالله لا أنزع ، فامنعوني إن كنتم صادقين . فقال أبو جهل : دعوا أبا عمارة ; فإني والله لقد سببت ابن أخيه سبا قبيحا . فلما أسلم حمزة عرفت قريش أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قد عز وامتنع ، فكفوا عما كانوا يتناولون منه ، وقال حمزة في ذلك شعرا .
[ ص: 84 ] قال ابن إسحاق : ثم رجع حمزة إلى بيته ، فأتاه الشيطان ، فقال : أنت سيد قريش ، اتبعت هذا الصابئ ، وتركت دين آبائك ، للموت خير لك مما صنعت . فأقبل على حمزة بثه ، وقال : ما صنعت ! اللهم إن كان رشدا فاجعل تصديقه في قلبي ، وإلا فاجعل لي مما وقعت فيه مخرجا . فبات بليلة لم يبت بمثلها من وسوسة الشيطان ، حتى أصبح فغدا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال يا بن أخي ، إني قد وقعت في أمر لا أعرف المخرج منه ، وإقامة مثلي على ما لا أدري ما هو أرشد هو أم غي ، شديد ، فحدثني حديثا فقد اشتهيت يا بن أخي أن تحدثني . فأقبل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فذكره ووعظه ، وخوفه وبشره ، فألقى الله في قلبه الإيمان بما قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . فقال : أشهد أنك الصادق شهادة الصدق ، فأظهر يا بن أخي دينك ، فوالله ما أحب أن لي ما أظلته السماء وأني على ديني الأول . فكان حمزة ممن أعز الله به الدين . وهكذا رواه عن البيهقي عن الحاكم الأصم عن أحمد بن عبد الجبار عن به . يونس بن بكير