[ ص: 90 ] ثم دخلت سنة سبع وسبعين وأربعمائة
فيها كانت ابن جهير وبين ابن مروان صاحب ديار بكر فاستولى الحرب بين فخر الدولة ابن جهير على ملك العرب وسبى حريمهم وأخذ البلاد ومعه سيف الدولة صدقة بن منصور بن دبيس بن علي بن مزيد الأسدي ، فافتدى خلقا من العرب فشكره الناس على ذلك ومدحه الشعراء عليه .
وفيها بعث السلطان عميد الدولة ابن جهير في جيش كثيف ومعه قسيم الدولة آق سنقر جد بني أتابك ملوك الشام والموصل فسار إلى الموصل فملكوها .
وفي شعبان ملك سليمان بن قتلمش أنطاكية فأراد شرف الدولة مسلم بن قريش أن يستنقذها منه ، فهزمه سليمان وقتله ، وكان مسلم هذا من خيار الملوك سيرة ، له في كل قرية وال وقاض وصاحب خبر ، وكان يملك من السندية إلى منبج وولي بعده أخوه إبراهيم بن قريش ، وكان مسجونا من سنين فأطلق وملك .
وفيها ولد السلطان في العشرين من رجب بسنجار . سنجر بن ملكشاه
[ ص: 91 ] وفيها عصى تكش أخو السلطان ، فأخذه السلطان فسمله وسجنه .
وحج بالناس في هذه السنة الأمير خمارتكين الحسناني وذلك لشكوى الناس من شدة سير ختلغ بهم ، وأخذه المكوسات منهم . سار مرة من الكوفة إلى مكة في تسعة عشر يوما .