أسبهدوست بن محمد بن الحسن أبو منصور الديلمي الشاعر ، لقي [ ص: 62 ] أبا عبد الله بن الحجاج وغيرهما من الشعراء ، وكان وعبد العزيز بن نباتة شيعيا فتاب وقال قصيدة في ذلك منها :
وإذا سئلت عن اعتقادي قلت ما كانت عليه مذاهب الأبرار وأقول خير الناس بعد محمد
صديقه وأنيسه في الغار ثم الثلاثة بعده خير الورى
أكرم بهم من سادة أطهار هذا اعتقادي والذي أرجو به
فوزي وعتقي من عذاب النار
قال : فاتفق أنه كان يأكل يوما مع بعض أصحابه طعاما ، فجاءه قط فرموا له شيئا فأخذه وذهب سريعا ثم أقبل فرموا له شيئا أيضا فانطلق به سريعا ثم جاء فرموا له شيئا أيضا فعلموا أنه لا [ ص: 63 ] يأكل هذا كله ، فتتبعوه فإذا هو يذهب به إلى قط آخر أعمى في سطح هناك ، فتعجبوا من ذلك ، فقال الشيخ : يا سبحان الله! هذا حيوان بهيم قد ساق الله إليه رزقه على يد غيره أفلا يرزقني وأنا عبده؟! ثم ترك ما كان له من الراتب وجمع حواشيه ، وأقبل على العبادة والاشتغال والملازمة في غرفة في جامع عمرو بن العاص إلى أن مات ، وقد جمع تعليقة في النحو قريبا من خمسة عشر مجلدا ، فأصحابه وغيره ينقلون منها وينتفعون بها ويسمونها " تعليق الغرفة " . كابن بري
عبد الله بن محمد بن عبد الله بن عمر بن أحمد بن المجمع بن مجيب بن محمد بن معبد بن هزارمرد ، أبو محمد الصريفيني ، ويعرف بابن المعلم ، أحد مشايخ الحديث المسندين المشهورين تفرد عن جماعة من المشايخ لطول عمره ، وهو آخر من حدث بالجعديات عن ابن حبابة عن عن أبى القاسم البغوي علي بن الجعد وهو سماعنا ، ورحل إليه الناس بسببه ، وسمع عليه جماعة من الحفاظ ، منهم الحافظ أبو بكر الخطيب ، وكان ثقة محمود الطريقة صافي الطوية توفي بصريفين ، في جمادى الأولى عن خمس وثمانين سنة .
[ ص: 64 ] بن حسين بن حيان بن محمد بن حيان بن وهب بن حيان أبو مروان القرطبى حيان بن خلف مولى بني أمية صاحب " تاريخ المغرب " في ستين مجلدا ، أثنى عليه الحافظ في فصاحته وصدقه وبلاغته . وقال : وسمعته يقول : التهنئة بعد ثلاث استخفاف بالمودة والتعزية بعد ثلاث إغراء بالمصيبة . قال أبو علي الغساني ابن خلكان : توفي في ربيع الأول منها ورآه بعضهم في النوم فسأله عن حاله ، فقال : ما فعل الله بك؟ فقال : غفر لي وأما " التاريخ " فندمت عليه ، ولكن الله بلطفه أقالني وعفا عني .
عبيد الله بن سعيد بن حاتم الوائلي أبو نصر السجزي نسبة إلى قرية يقال لها وائل ، من قرى سجستان سمع الكثير وجمع وصنف وخرج وأقام بالحرم ، وله كتاب " الإبانة " في الأصول وله يد في الفروع أيضا ، ومن الناس من كان يفضله في الحفظ على الصوري .
محمد بن علي بن الحسين أبو عبد الله الأنماطي المعروف بابن سكينة ولد سنة تسعين وثلاثمائة ، وكان كثير السماع وكانت وفاته في هذه السنة عن تسع وسبعين سنة .