الخليفة القائم بأمر الله عبد الله وقد ذكرنا شيئا من ترجمته عند ذكر [ ص: 52 ] وفاته . رحمه الله .
الداودي
راوي " صحيح البخاري " عبد الرحمن بن محمد بن المظفر بن محمد بن داود أبو الحسن بن أبي طلحة الداودي ، ولد سنة أربع وسبعين وثلاثمائة ، سمع الكثير وتفقه على الشيخ أبي حامد الإسفراييني وصحب وأبي بكر القفال ، أبا علي الدقاق وكتب الكثير ودرس وأفتى وصنف ووعظ الناس ، وكانت له يد طولى في النظم والنثر ، وكان مع ذلك كثير الذكر لا يفتر لسانه عن ذكر الله تعالى ، دخل عليه يوما الوزير وأبا عبد الرحمن السلمي ، نظام الملك فجلس بين يديه فقال له الشيخ : إن الله قد سلطك على عباده فانظر كيف تجيبه إذا سألك عنهم . وكانت وفاته ببوشنج في هذه السنة وقد جاوز التسعين . ومن شعره قوله :
كان في الاجتماع بالناس نور فمضى النور وادلهم الظلام فسد الناس والزمان جميعا
فعلى الناس والزمان السلام
وإني لأشكو لسع أصداغك التي عقاربها في وجنتيك تحوم
وأبكي لدر الثغر منك ولي أب فكيف يديم الضحك وهو يتيم