[ ص: 692 ] ثم دخلت سنة ست وثلاثين وأربعمائة
فيها دخل الملك أبو كاليجار بغداد وأمر بضرب الطبل في أوقات الصلوات الخمس ، ولم تكن الملوك قبله تفعله ، إنما كان يضرب لعضد الدولة ثلاثة أوقات ، وما كان يضرب في الأوقات الخمس إلا للخليفة ، وكان دخوله في رمضان ، وقد فرق على الجند أموالا جزيلة ، وبعث إلى الخليفة بعشرة آلاف دينار ، وخلع على مقدمي الجيوش ، وهم البساسيري ، والنشاووري ، والهمام أبو اللقاء ، ولقبه الخليفة محيي الدولة ، وخطب له في بلاد كثيرة بأمر ملوكها ، وخطب له بهمذان ولم يبق لنواب طغرلبك فيها أمر .
وفيها استوزر طغرلبك أبا القاسم علي بن عبد الله الجويني ، وهو أول وزير وزر له .
وفيها وزر أبو نصر أحمد بن يوسف لصاحب مصر ، وكان يهوديا ، فأسلم بعد موت الجرجرائي .
وفيها تولى نقابة العلويين الشريف أبو أحمد بن عدنان بن الشريف الرضي ، وذلك بعد وفاة عمه المرتضى أبي القاسم علي . وستأتي ترجمته .
[ ص: 693 ] وفيها ولي القضاء أبو الطيب الطبري ; قضاء الكرخ ، مضافا إلى ما كان يتولاه من القضاء بباب الطاق ، وذلك بعد موت القاضي أبي عبد الله الصيمري .
وفيها نظر رئيس الرؤساء أبو القاسم بن المسلمة في كتابة ديوان الخليفة ، وكان عنده بمنزلة عالية . ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل العراق .