[ ص: 653 ] ثم دخلت سنة ست وعشرين وأربعمائة
في المحرم كثر تردد الأعراب في قطع الطريق إلى حواشي بغداد وما حولها ، بحيث كانوا يستلبون ما على النساء ، ومن أسروه أخذوا ما معه وطالبوه بفداء نفسه ، واستفحل أمر العيارين ببغداد ، وكثرت شرورهم وإفسادهم .
وفي مستهل صفر زادت دجلة بحيث ارتفع الماء على الضياع ذراعين ، وسقط من البصرة في مدة ثلاثة أيام نحو من ألفي دار .
وفي شعبان منها ورد كتاب من مسعود بن محمود بن سبكتكين بأنه قد فتح فتحا عظيما في الهند ، وقتل منهم خمسين ألفا ، وأسر تسعين ألفا ، وغنم شيئا كثيرا . ولله الحمد والمنة .
ووقعت فتنة بين أهل بغداد والعيارين ، ووقع حريق كثير في أماكن متعددة منها ، واتسع الخرق على الراقع . ولم يحج أحد من هؤلاء ، ولا من أهل خراسان في هذا العام .