[ ص: 532 ] ثم دخلت
في يوم الجمعة الرابع من المحرم منها سنة إحدى وأربعمائة بالموصل العبيدي عن أمر صاحبها للحاكم ، وقهر رعيته على ذلك قرواش بن مقلد أبي منيع ، وقد سرد خطب صفة الخطبة يومئذ بحروفها ، وفي آخر الخطبة صلوا على آبائه من الخلفاء ; ابن الجوزي المهدي ، ثم ابنه القائم ، ثم ابنه المنصور ، ثم ابنه المعز ، ثم ابنه العزيز ، ثم ابنه صاحب الوقت ، وبالغوا في الدعاء لهم ، ولا سيما الحاكم المذكور ، وكذلك ببقية أعماله من للحاكم الأنبار والمدائن وغيرها ، وكان سبب ذلك أن ترددت مكاتباته ورسله وهداياه إلى الحاكم قرواش يستميله إليه ، وليقبل بوجهه عليه ، حتى فعل ما فعل مما ذكرنا ، فلما بلغ الخبر كتب يعاتب القادر بالله العباسي قرواش بن مقلد على ما صنع ، ونفذ بهاء الدولة إلى عميد الجيوش بمائة ألف دينار لمحاربة قرواش ، فلما بلغ قرواشا رجع عن رأيه ، وندم على ما كان منه ، وأمر بقطع الخطبة الحاكمية من بلاده ، وأعادها إلى على عادته . القادر العباسي
قال : ولخمس بقين من رجب زادت ابن الجوزي دجلة زيادة كثيرة ، واستمرت الزيادة إلى رمضان ، وبلغت أحدا وعشرين ذراعا وثلثا ، [ ص: 533 ] ودخل الماء إلى أكثر دور بغداد .
وفيها رجع الوزير أبو غالب بن خلف إلى بغداد ولقب فخر الملك بعد عميد الجيوش .
وفيها أبو الفتح الحسن بن جعفر العلوي ، ودعا إلى نفسه ، وتلقب عصى بالراشد بالله . ولم يحج في هذه السنة أحد من أهل العراق أيضا ، فإنا لله وإنا إليه راجعون .